بصورة عامة، أنا لا أنوي أن أدرج في هذا الكتاب أي موضوعات مثيرة للجدل، فهذا ليس هدفي _ لكنى فقط أهدف إلى توضيح بعض النقاط والمبادئ الأساسية التي هي في معظمها معروفة بالفطرة ويسهل اتباعها بمجرد وصفها في عبارات واضحة، والتي ربما لم تفكر فيها جيًدا من قبل.
إن أطفالك ليسوا متماثلين، ولهذا، فمن المنطقي ألا يكون اتباع أسلوب واحد في التربية بشيء، منطقي سليم. بالطبع قد لا يروق الأمر لأطفالك حين يخالفون إحدى القواعد. لذا، فمن الضروري وجود مجموعة أساسية من القواعد يجب على الجميع اتباعها. ويمكنك تسميتها بقواعد المنزل إذا شئت.
فمن العدل أن يذهب الجميع إلى الفراش إذا طلب منهم ذلك؛ أو أن ينظفوا المائدة بعد تناول الوجبات، لكن هناك مجموعة أخرى من القواعد يجب تعديلها لكي تلائم شخصية كل طفل من أطفالك.
سأكون أمينا معك، في بداية عهدي بالأبوة، كنت أعتقد أنه من الظلم أن تقوم بتعديل إحدى القواعد من أجل أحد الأطفال دون إخوته. كنت أؤمن وقتها بأنه لابد من وجود مجموعة واحدة من القواعد التي تنطبق على الجميع. بعدها بدأ أطفالي يكبرون وأدركت وقتها أن بعض القواعد يجب تعديلها من أجل طفل دون الآخر.
وإليك مثالاً: لدى طفل غير منظم؛ فهو مهمل ويغلق حوله الكثير من الفوضى أينما وجد. وهو لا يعلم أنه كذلك؛ ونلك لأنه يعجز بطبيعته عرن رؤية الفوضى التي تعم المكان حوله. ومجرد طلبنا منه أن ينظف المكان حوله يختلف تماماً ض طلبنا نفس الشيء من إخوته؛ حيث قد نطلب هذا الشيء منه أكثر بعشرين مرة من إخوته؛ وذلك لأنه:
(أ) لا يستطيع أن يرى الفوضى من الأساس.
(ب) لا يفهم لماذا تعد تلك مشكلة من الأساس حيث إنها لا تزعجه.
(ج) سوف يستغرق هذا منه عدة ساعات كل يوم. لذا فإن تطبيق نفس القاعدة عليهم جميعاً سيعد من الظلم الشديد له.
بالطبع هذا لا يعنى إغفاؤه تمانا من عملية التنظيف. لكننا نطلب منه أقل بكثير من الآخرين؛ فهو ملزم بالتنظيف، على أن نساعده. في هذا الأمر ما دمنا لمسنا فيه أنه مقبل عليه بإخلاص ‘وكلما كبر في السن. تحمل القدر الأكبر من العمل.
نفس الصبي يملك مدى واسعاً من الانتباه، ومن الطبيعي أن يجلس ويعمل واجباته المنزلية لمدة نصف ساعة متصلة دون أن يمثل له ذلك أي مشكلة. بينما واحد من إخوته (المنظمين) يجد صعوبة بالغة في الجلوس وعمل نفي الشيء لعشر دقائق؛ لذا فنحن نسمح له بتوزيع واجباته على مدار عطلة الأسبوع؛ بحيث يؤديها على جلسات قصيرة.
بعبارة أخرى، أحيانا يكون من الصواب تطبيق نفس القاعدة على الجميع دون استشارات، لكن هناك أوقاتاً معينة لا يكون هذا فيها عدلاً؛ لذا انتبه لمثل تلك الأوقات! وأهم شيء هو أن تحدد مقدار ما تطلب من كل طفل.