لدى صديقان لهما طفلان _ أحد هما (كما هي العادة) مؤدب حسن السلوك على الدوام، بينما الآخر شقى؛ مشاغب، والى حد ما يمكن اعتبار هذا خطا الوالدين. لماذا؟ لأنهما دائماً ما يقولان للطفل الشقي: "لم لا تتصرف بأدب مثل أخيك؟ ”، ولا أعلم عبارة أكثر استفزازا يمكن أن تقال له أكثر من هذه.
لن يستطيع أطفالك أن يحظوا بعلاقة سوية بينهم إذا ما سمحت لمشاعر الغيرة والمنافسة أن تسود بينهم؛ لذا لا تدع أحدهم يظهر مثلاً أنه أفضل من الآخر في الرياضة؛ أو أكثر مهارة، أو في خفة الظل أو الموهبة. وهذا لا يعنى أنك يجب أن تتظاهر بأنهم متساوون في كل شئ؛ فهذا سيبدو سخينا. لكنك لا ينبغي عليك أن تلفت نظرهم إلى أي نقائص لم يكونوا يلحظونها أو أي عيوب في أحدهم قياساً بآخر.
وهذه نقطة حساسة، فيمكنك أن تقول لطفلك: ”أنت موهوب للغاية في الفن” دون أن تقول: ’’إنك أفضل من أخيك في الفن’’. فما الداعي لإقحام الأخ المسكين في هذا الموضوع؟ فه ولا يمت للأمر بصلة تماماً كذكرك أن هذا الأخ المتفوق في الفن أفضل من ”فريد بلوجزا" في الفن، أليس كذلك؟ بيد أن عبارة كهذه توحى بأنك ترى أطفالك كمجموعة واحدة وليس كأفراد متمايزين. وفي حالتنا توحى عبارتك للأخ السيئ في الفن بأنه هو الفرد السيئ في هذه المجموعة.
من الطيب أن تدع طفلك يعلم الجوانب التي يجيد فيها، كل ما أقول هو أن عليك التعامل مع نقاط القوة والضعف الموجودة بهم بصورة فردية، كل بمعزل عن الآخر. فلا يهم حقاً ما إذا كأن أحدهم يستطيع الطهو أو الغناء، أو لعب الترامبولين أو القيام بالعمليات الحسابية أو يتلقى رسائل هاتفية أو يتحدث الفرنسية أو يحكى نكاتاً أو يصفف شعره أو يفعل أي شيء آخر أفضل أو أسوأ من أخيه أو أخته. كل ما يهم هو أنه يفعل هذه الأشياء أصلاً.
بالطبع لن يرى أطفالك الأمر بهذه الصورة؛ فالأولاد بطبعهم أكثر ميلاً للمنافسة، لكن الفتيات قد يتفوقن عيهم في عملية ادخار المال. من المحتمل أن يسألك أولادك أسئلة على غرار: "إن رسوماتي أفضل من رسوماتها، أليس كذلك؟”، أو"يمكن أن أجرى أسرع منه، أليس كذلك؟”.
بماذا سترد إذن؟
الحل هو أن تفعل شيئا ما دمت وهدت نفسك وأنت طفل صغير بألا تفعله حين تكبر، ألا وهو أن تتهرب من الأمر. يمكنك الرد قائلاً:” من الصعب على أن أحكم؛ فقد رسمت الأشجار بصورة جميلة وتفاصيل رسم الأوراق رائعة، لكن أختك استخدمت ألواناً جميلة أيضاً وقدرتها على التلوين تتحسن مع الوقت” أو ”بالطبع" حرى بك أن تجرى أسرع منه؛ فانت أكبر منه بعامين”.