أنا لا أعنيك أنت وشريكة حياتك بهذه العبارة، رغم أنه من الواضح أنكما بحاجة للعمل كفريق واحد بالطبع. لكن هذه القاعدة تختص بكون العائلة كلها تعمل كفريق واحد. وهذا سيسهم بدوره في تقوية العلاقات بين أبنائك بدرجة كبيرة.
والعمل كفريق يعنى إما اشتراك الجميع في فعل نفس الشيء، أو أن يؤدى كل فرد شيئاً مختلفاً لكنها تقود نحو هدف مشترك واحد، ولا يهم أي الطريقتين تستخدم ما دام الأطفال يدركون أنهم يقومون بجهد جماعي.
لدينا قاعدة في منزلنا؛ وهي أنه بنهاية كل وجبة لابد أن يساعد الجميع في تنظيف المطبخ، وعندما يتم ذلك يستطيع الجميع التوقف، والأطفال معتادون على ذلك ويتعاونون فيه بصورة كبيرة. فتجد أحدهم يضع الأطباق في غسالة الأطباق بينما يضع الآخر الزبد في مكانه أو يزيل أي بقايا للطعام ويضعها في الأطباق صندوق المخلفات أو صحن طعام الكلب.
إن معنى وجود عمل منزلي جماعي (لا يتم إعفاء الكبار منه) يعنى أنه كلما أسرع الجميع في العمل، ربح الجميع، وهم يدركون ذلك، ودائماً ما تجد أحدهم يقول للآخر:’’ اترك لي هذا لأفعله واذهب أنت لوضع الصحون في الغسالة’’؛ لأنه يرى في هذا مصلحة أيضاً.
وهناك فرص عديدة لاستغلال هذا العمل الجماعي. يمكنك بالطبع جعل الأطفال يتناوبون في تنظيف المطبخ، لكن هذا سيضيع فرصة طيبة لجعلهم يعملون معاً عملا جماعياً مشتركا.
لقد تعلمنا تدريباً جماعياً آخر من صديق لنا، فعندما يذهب إلى الشاطئ، يقوم الأطفال بتجميع الأشياء التي سيحتاجون إليها معهم ذلك اليوم؛ حيث يحضر أحدهم المناشف، ويحضر الآخر ألواح التزلج. ويعد الآخر طعام الرحلة. كلهم يقومون بأعمال مختلفة، لكنهم يدركون انهم يتحركون صوب نفس الهدف، ألا وهو الذهاب للشاطئ بأسرع ما يمكن.
إن لأزمات هي أفضل الأوقات التي يمكن العمل خلالها كفريق. كلما جعلت الأمر أكثر إقناعاً كان ذلك أفضل. حينما كنت صغيراً كان لدينا ماسورة صرف والتي كانت تفيض كل عام أو اثنين بفعل ماء المطر وتهدد بإغراق مرآب المنزل (حيث كنا نحتفظ بأشياء عديدة يجب ألا تتعرض للبلل، مثل المجمد)، وبمجرد معرفتنا بحدوث هذا، كنا نجتمع تحت المطر، مرتدين مناماتنا وعليها معاطف وأغطية للرأس ونقوم بكنس المياه ونزحها بعيدًا عن المرآب في الوقت الذي يقوم فيه أحدنا بإزالة أوراق الأشجار من ماسورة الصرف.
كنا نعمل جميعاً بجد لمدة نصاف ساعة، وعادة ما نفعل هذا ونحن نضحك، وبعد انتهائنا نهرع للداخل؛ حيث نحتسى أكواباً من الشيكولاتة الساخنة، ونحن نشعر بروح طيبة للفريق تجمعنا، حتى إن كنا لا نعترف بذلك بالكلمات.