نظراً لأننا نرى أنفسنا من منظورنا الوردي، فإن الاحتمالات تشير إلى أننا نرى جزءاً من الصورة فحسب. وإذا واتتك فرصة، هل تود أن ترى صورتك في أعين هؤلاء الأشخاص الذين يعرفونك جيداً؟ إن التطلع إلى من حولك والسعي وراء الحصول على التقييم أمور تدخل ضمن أسس الوعي الاجتماعي؛ لأن ذلك يفتح أمامنا الأفق لندرك رؤية الآخرين لنا، ولنشاهد الصورة كاملة.
إن الاستفادة من تلك الفرصة أمر يتطلب شجاعة وقوة لتدعو محبيك ومنتقديك أيضاً ليركزوا على جوهر الأمر، ويشاركوك آرائهم فيك بكل صراحة. ماذا لو كانوا على خطأ؟ ماذا لو كان نقدهم لاذعاً؟ ماذا لو كانوا على صواب؟.
أياً كانت الإجابات، فإن رؤياهم مهمة قطعاً لأن آراء الآخرين فيك تؤثر عليك وعلى حياتك. على سبيل المثال، إذا كان الناس يرون أن حضورك سلبي في الاجتماعات عندما تستغرق ما تحتاجه من وقت لتفكر قبل أن تتحدث، فإن رؤاهم تبدأ في تشكيل الفرص المطروحة أمامك. وسرعان ما لا يلتفت إليك المدير عند اختيار رئيس لجنة ما ليراك شخصية سلبية لا مفكرة.
وهناك طريقة بسيطة مؤثرة ومن أفضل الطرق لتعرف كيف ينظر الآخرون إليك، بالنسبة لما يخص الذكاء العاطفي، يمكنك إجراء استقصاء 360 درجة يتضمن أسئلة لك وللأشخاص الآخرين فيما يتعلق بوعيك الذاتي، وإدارتك لذاتك، ووعيك الاجتماعي، ومهاراتك في إدارة العلاقات، ومن ثم تنتج صورة كاملة من رؤيتك لذاتك ورؤية الآخرين لك.
صدّق أو لا تصدق، ما يقوله الآخرون عنك في العادة أكثر دقة مما تعتقدة عن نفسك، ومع ذلك، أياً كانت تلك الرؤى، فإن الوصول إلى الوعي بهذه الرؤى أمر مهم لأنه يوضح لك الصورة التي يرسمونها لك.
استجمع بعضاً من هذه القوى، واجتمع بأناس آخرين ليمدوا لك يد المساعدة في فهمك لذاتك بشكل أكبر من خلال رؤيتهم لك.
وهذه هي الطريقة التي ترى بها نفسك فعلياً من خلال أعين الآخرين بدلاً من التلصص أو تصوير نفسك بالفيديو.