إنني أرى أن تلك هي أهم قاعدة تتعلق بالعلاقات بين الإخوة على الإطلاق؛ وهي بمثابة قاعدة إرشادية لغيرها من القواعد؛ لذا فلتستمع إلى بحرص: إن أهم شيء يمكن أن تمنحه لأطفالك هو أن تنشئ بينهم أفضل علاقة أخوة ممكنة.
هناك العديد من الطرق لتنشئه الإخوة؛ وهي تتراوح ما بين الفصل التام ينهم إلى خلق ارتباط وثيق واعٍ بينهم. وإذا كان الخيار الثاني هو هدفك فسوف يكون أبناؤك هم أفضل أصدقاء لبعضهم البعض مدى الحياة؛ وعند وصولهم لسن الرشد سيكون أبناؤك بحاجة إلى علاقة قوية متوازنة مع إخوتهم تماماً كحاجتهم إلى علاقاتهم بوالديهم، والتي مع الأسف ليست على قدم المساواة (ليس لأن الآباء أعلى منزلة من أبنائهم، بل لأن العلافة بين الطرفين ليست متساوية، ولا ينبغي لها أن تكون كذلك).
والشيء المحتمل الذي نتمناه جميعاً، هو أن الإخوة سيظلون بجوار بعضهم البعض حتى بعد رحيلك بفترة طويلة عن هذه الدنيا.
إنني أعرف عائلات ينتشر أفرادها حول العالم، بيد أنه إن حدث أن وقع أحد أفرادها في مشكلة. فستجد أنه يعلم أنه يستطع الاعتماد على إخوته. حتى لو كانوا في قارات مختلفة. إذا كان هذا هو الحال الذي تريد تنشئة أطفالك عليه (وهو مأربك بالطبع) فعليك أن تبدأ الإعداد لهذا الأمر من الآن.
هناك العديد من الوسائل التي تساعدك على خلق روابط قوية بين أطفالك، أولها، هو أنه يمكنك إعلان رفضك التام لعملية الوشاية بينهما ("قد تكون أختك تركت الصنبور مفتوحاً بالفعل، لكن لا يجدر بك الوشاية بها؛ فهذا ليس من الصواب)، وهذا يبعث برسالة قوية لأطفالك مفادها أنك تعلى من قيمة النوايا الطيبة بينهما.
بعدها يمكنك أن تشجعهم على مساعدة بعضهم البعض: "أنا لا أجيد الرياضيات كثيراً، لكني واثق من أن أخاك "سام" يستطيع مساعدتك في واجباتك المدرسية"، وإذا أحسنوا التصرف فيمكنك مكٌافأتهم بصورة جماعية فالكل يحصل على مكافأة نظير ظهورهم على وجبة الغداء معاً، أو حرصهم على تمشية الكلب كل يوم خلال هذا الأسبوع.
تحدث معهم جميعاً سواء في أوقات الوجبات أو في السيارات وأخبرهم بما يجرى في حياتك: "إن جدكم وجدتكم سيأتيان لزيارتنا والمبيت معنا أثناء عطلة نهاية هذا الأسبوع". وبينما يكبرون في السن أشركهم في القرارات الأسرية، مثل اختيار مكان الإجازة أو اللون الذي سيتم به دهان الحمام، ومن المهم كذلك أن تمحو أي إحساس بالمنافسة أو الغيرة بين أطفالك.
إليك شيئاً آخر يضمن لك النجاح في التقريب بين أي مجموعة من الناس، سواء كانوا إخوة أم غير ذلك: دعهم يتوحدوا ضد عدو واحد. أي عدو؟ أنت بالطبع.
فلا شيء يقرب بين الإخوة أكثر من الشكوى المشتركة ضد آبائهم. فوقتها، فإن كل الخلافات الداخلية بينهم سوف تختفي وسيتفقون معاً. لذا ففي المرة القادمة التي تقرر فيها شيئاً أنت تعلم أنهم سيكرهونه، تذكر أنك بهذا ستساعدهم على تقوية الروابط بينهم إلى الأبد.