ما أكثر شيء تمتدح ابنك بخصوصه؟ التفوق المدرسي؟ التفوق في الاختبارات؟ الفوز في الرياضة؟ التفوق في تعلم الموسيقى؟
أحسنت، إذا كنت واحداً من الآباء المتبعين لقواعد التربية السليمة فستعرف الخدعة في هذا السؤال. والإجابة الصحيحة عنه هي؛ لا شيء من هذا. بالتأكيد من المهم أن تهنئ ولدك على تلك الأشياء؛ حيث إنهم يهتمون بهذه الأشياء ولد يتضايقون بشدة إذا ما قل اهتمامك بها.
إلا أن أكثر ما يستحق أن تبدى شكرك وثنائك عليه هو توجههم وسلوكهم ذاته، وليس فقط ما حققوه من إنجازات.
إنني أعرف طفلة صغيرة تكافح قدر جهدها لكي صرف بصورة حسنة. فهي ترغب في هذا بشدة. لكنها أحياناً ما تشعر بالغضب والإحباط يعتمل في نفسها لسبب أو لأخر؛ مما يجعلها تسيء التصرف في بعض الأوقات. ولسوء حظها فإن لها أختاً تحسن التصرف بصورة مثالية.
وأحياناً ما يقارن الناس بينهما ويذكرون كيف أن أختها الكبرى أفضل منها (لحسن الحظ أن والديها لدبهما من التعقل ما يكفي لئلا يفعلا ذلك) وأنا أشعر بالأسف من أجل تلك الفتاة الصغيرة لأنني أستطيع رؤية مقدار الجهد الذي تبذله لتحسين سلوكها. أما أختها٠ فعلى النقيض من ذلك؛ لا تحاول مطلقا؛ ً فأيتهما إذن تستحق الثناء؟
على ذكر هذا الأمر، نجد أن هذا مثال رائع عن كيف أن الجزرة تجدى أكثر بكثير من العصا؛ حيث إن تلك الفتاة تجتهد أكثر في تحسين سلوكها، كلما لاحظ الناس أنها تحسن السلوك).
إن ما تمتدح طفلك بشأنه وتكافئه عليه يوضح لطفلك قدراً كبيراً مما تراه مهما في هذه الحياة؛ فهذا الأمر يساعد على تكوين القيم لدى أطفالك. لذلك. إذا كنت تمتدح الإنجازات الرائعة، فهذه هي الأشياء التي تخبر أبناءك أنها مهمة حقُا (وبالطبع يقع عليهم الضغط للاستمرار في تحقيقها) لكن إذا امتدحت جهودهم ومثابرتهم وتقدمهم ودبلوماسيتهم ونزاهتهم وأمانتهم -تصير تلك هي القيم التي يكبر أطفالك وهم مؤمنون بها.
من الواضح أنك بحاجة للخلط بين هذا الأمر وناك؛ فانا لا أدعوك لتجاهل إنجازات طفلك، بل أنا أطلب منك أن تبدي اهتمامك بكل الأشياء التي تريده أن يهتم بها، وآن تفكر جيداً في التوازن الذي ترغب في رؤيته في شخصية طفلك.