أذكر في إحدى إجازاتي أنني شاهدت والداً يلعب التنس مع ابنه، وكان يحاول قصارى جهده أن يهزمه، كان الابن يحاول الفوز، لكن الأب كان أكثر تصميماً على أن يهزمه. كان وجه الأب محمراً وكان يلهث وتتصبب عرقاً وهو يحاول إرجاع الكرات التي يلعبها ابنه على الشبكة مهما كلفه الأمر من عناء.
وبالفعل نجح؛ حيث فاز في نهاية المطاف بالمباراة وغادر الاثنان الملعب. كان الأب مرهقاً بشدة لكن كانت ترتسم الفرحة على وجهه بينما كان الابن يبدو خائب الأمل، وأعتقد أن هذا كان شعوراً اعتاد عليه.
ولكني شعرت بالأسف من أجله، أعني الأب. فنشوة الفوز اللحظية لا تساوي مطلقاً السعادة الهائلة التي قد يحصل عليها إذا ما رأى ابنه سعيداً بفوزه. كان عزائي الوحيد هو أن الأمر بالنسبة لهما مسألة وقت لا أكثر؛ فالابن كان لاعب تنس ماهراً، وعجلاً، أم آجلاً، وبينما يزداد قوة ووالده يكبر في السن، فسوف يحقق الفوز.
بالطبع يتضح لنا أن هذا الوالد لا يعرف شيئاً عن قواعد التربية السليمة. وما لم أخبرك به هو أنه حتى لم يكن يشجع ابنه -مخافة أن يهزمه على ما أعتقد. بالطبع لا يمكنك أن تترك ابنك يفوز على الدوام، فهذا سيبدو أمراً مصطنعاً إلى حد كبير.
قد تستطيع فعل هذا مع ابنك ذي العامين، لكن هذا لن يخدعه حين يصير في الثانية عشرة من عمره. يمكنك تركه يفوز من حين لآخر، وكل ما عليك وقتها هو ألا تبذل قصارى جهدك مثلما فعل ذلك الأب في ملعب التنس. كما أن عليك تشجيع ابنك حين يهزم، كأن تقول له: " لو أن ضرباتك الخلفية كانت متميزة مثل ضرباتك الأمامية لما كان لدي فرصاً للفوز مطلقاً".
وإذا لم يكن مستوى ابنك في التنس يرقى لمستواك بعد، فاذهب معه لتسلق الأشجار، أو السباحة، أو قوما بإعداد كعكة معاً أو اعزفا البيانو؛ أو مارسا لعبته المفضلة في البلاي ستيشن. فقط عليك إيجاد شيء يكون فيه أفضل منك ثم افعلاه معاً. وستجد أن هذا أمتع بكثير من أن تكسب على الدوام (على الأقل حين يكون هذا مع طفلك أنت).
شيء آخر، ما الذي علمه -ذلك الأب الذي يلعب التنس -لابنه بخصوص تقبل الخسارة؟ لا شيء، صفر. كل ما علمه بخصوص هذا الموضوع هو أن عليه الحرص على عدم الخسارة من الأساس. إنه لم يعط لنفسه الفرصة كي يبين لأبيه بالمثال كيف يمكن للمرء أن يتقبل الخسارة بروح رياضية. في الواقع ليس هناك ضير من أن يخسر المرء ما دام يتقبل الخسارة بروح طيبة.