ابحث عن أوجه الشبه بينكما
مع بعض الأطفال، يمكنك إغفال قراءة هذه القاعدة تماماً والانتقال إلى القاعدة التالية؛ فأحياناً ما بذكرك طفلك بنفسك بصورة مستمرة ويكون أصعب ما في الأمر هو أن طفلك لا يبدو عليه أنه يعتقد ذلك مثلك.
لكن مع بعض الأطفال يكون العكس هو الصحيح؛ فأنت تنظر إلى طفلك وتتعجب من أنه ابنك حقاً. فليس بينكما شيء مشترك ولا تعلم مطلقاً كيف يفكر. كما أنه يتصرف بصورة معاكسة تماماً لك. لماذا ينفجر في البكاء إذن عندما يغضب ينما يمكنه التحدث عما يغضبه؟ كيف يستمع باللعب بالديدان والعناكب في الوقت الذي لا تطيق أنت مجرد التفكير في هذه الأشياء؟
بالطبع لا يوجد سبب يمنعك من أن تحب هذا الطفل وتعجب به وتميل إليه تماماً كغيره من الأطفال، إلا أنك أحياناً ما تشعر بأنك غريب عنه، وتجد أنه من الصعب عليك أن تفاعل مع لحظاته الانفعالين حيث لا تجد لها صدى بداخلك.
وقد يشعر طفلك بهذا ويتولد ينكما إحساس بالبعد والاغتراب، وربما يتمكن شريك حياتك من التعامل مع هذا الطفل بصورة أفضل لأنه قادر على تفهمه بصورة أكبر، إلا أن هذا يزيد من الخلاف بينكما.
اسمعني جيداً، لقد مررت بهذا الموقف من قبل وأعلم كيف يجعلك تشعر بذلك، لكن لا تنسى أن خمسين بالمائة من جينات هذا الطفل أتت منك أنت، ولابد أن هناك أشياء مشتركة يمكنك ملاحظتها. وأنت بحاجة للعثور عليها لأنك إن لم تفعل فسوف يخطئ طفلك في فهمه لعدم تعاطفك معه ويظن أنك لا تحبه من الأساس. خاصة إذا كان لديه اخوه، فقد يلحظ أنك أكثر اقتراباً منهم عنه، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا لم يكونوا من نفس الجنس.
كل من تبنى طفلاً يعلم بمدى أهمية هذا الأمر. والعديد من الآباء يعملون بجد في هذه النقطة تحديداً لأنهم أذكياء بما يكفي لكي يدركوا أنه من الأهمية بمكان أن يوجدوا تلك الأرضية المشتركة مع أطفالهم. لكن البعض منا قد يجدون أنهم مختلفون تماماً عن أبنائهم الطبيعيين، ونحن هنا بحاجة لبذل المزيد من الجهد لكي نتواصل معهم.
واصل بحثك إذن. وسوف تجد مواطن التشابه؛ فالأطفال يتغيرون دون شك. وأحياناً ما تجد أن الطفل -الذي حسبته، في مرحلة ما٠ يفتقر للتشابه معك تماماً – يتغير ويصير أكثر شبهاً بك كلما كبر في السن، لكن لا تعتمد على هذا.
إعمل على إيجاد اهتمامات مشتركة. أو اكتشف أنكما تحبان نفس الكتب أو اسأل والديك إذا ما كانا يريان أوجه الشبه، واعمل على أن تقضيا وقتا كافياً معاً أنتما الاثنان، وانظر ما إذا كان ذوقاكما متشابهين حتى لو بدت شخصيتاكما بعيدتين كل البعد عن بعضهما البعض.
إذا فعلت كل ذلك سيشعر طفلك أنك تحبه وأنكما متواصلان بصورة طيبة٠ وهذا هو أهم ما في الأمر. وأجمل ما في الأمر هو أن الطفل الذي يختلف أشد الاختلاف عنك، دائماً ما يكون هو الذي تتعلم منه وتستفيد بأكبر قدر ممكن.