ذلك ما يقوم به الممثلون على الدوام، فمصدر رزقهم هو تقمص الشخصيات. حيث يقوم الممثلون بالتعبير عن نفس المشاعر والأحاسيس مجسدين عقول ودوافع الشخصيات. وهذه هي الطريقة التي يستخدمها الممثلون العظماء ذوو النشأة الصالحة للعب دور الشخصيات المختلة الأكثر إقناعاً، والعكس صحيح.

وبعد أن ينتهي عمل الممثلين، بدلاً من أن يعبروا عن ضجرهم مما قدموه، يبدي الممثلون في الغالب تقديرهم للشخصيات التي تقمصوها، حتى إن تقمصوا دور الفتى الشرير.

إن تقمص دور شخص آخر أحد أفضل أشكال الوعي الاجتماعي. وذلك ليس للممثلين فحسب، بل هذا الأمر ينطبق على كل منا ممن يريد أن تكون له رؤية وفهم أكثر عمقاً للآخرين، وتواصلٌ أكثر تطوراً وإدراكاً للمشكلات قبل وقوعها.

إن لم تكن تعتقد أنك في حاجة إلى ذلك، فمتى كانت آخر مرة دارت تلك العبارة بخلدك؟، أتمنى لو كنت تعرف أن جين تشعر بذلك الإحساس. لو كانت تلك الأمنية ما تزال ببالك، فقد فات الأوان. ألن يكون الأمر أكثر فائدة إذا فهمت جين بشكل أسرع في الموقف؟

ولكي تمارس هذه الاستراتيجية، عليك أن تطرح على نفسك الأسئلة من النوعية التي تبدأ بـ "ماذا أفعل لو كنت مكان هذا الشخص...؟"،

لنفترض أنك في اجتماع ما، بينما كان شخص ما يحاصر جيم بالأسئلة، مستفسراً عن القرارات التي اتخذها في مشروع به مشكلات. لو كنت الشخص الذي ينبغي له أن يجيب، فإن نوازعك جانباً، عليك أن تتقمص دور جيم في هذا الموقف.

اسأل نفسك، لو كنت في مكان جيم، كيف كنت سأجيب عن هذا السؤال؟ وللإجابة عن ذلك، اعتمد على خبرتك السابقة بجيم لتساعدك على فهمه: كيف كان رد فعله في مواقف مشابهة فيما مضى، كيف كان يتولى زمام نفسه في المواجهات الجماعية والفردية. كيف كان تصرفه، وما الذي قاله؟ كل ذلك معلومات مهمة.

كيف لك أن تعرف أنك تسير في الاتجاه الصحيح؟

لو شعرت بالراحة تجاه جيم، وكان التوقيت مناسباً، فاقترب منه بعد الاجتماع وتحقق من صحة أفكارك. أما إذا كان شعورك تجاه جيم ينطوي على ضيق، فقم بممارسة هذه الاستراتيجية معتمداً على موقف آخر مع شخص آخر لتتحقق من أفكارك. وكلما تدربت وحصلت على تقييم من الآخرين، زاد شعورك بالراح عند تقمص الآخرين.