إنني لدي واحد من الأطفال يمكنني إقناعه بان يقوم بأي شيء تقريباً ما دام مقتننا بأن ظني سيخيب فيه إذا لم يفعله، وهذا الأمر مفيد حقاً إلا أنني أحاذر بشدة لئلا يظن أنني أقوم بابتزازه عاطفياً حيث إنه يريد إرضائي بشدة وكل ما علًى فعله هو تحفيزه. وبالطبع، بعدما ينفذ المطلوب منه أياً ما كان، فلابد من أن أتذكر أن أعلمه كم أنا مسرور، منبهر، سعيد، متأثر بما فعله.
ولدي طفل آخر لا يعنيه ألبته ما إذا كنت راضياً أو غير راضٍ عنه؛ ففي رأيه أن هذا أمر يخصني وحدي، لكنه من ناحية أخرى يهتم للغاية بمظهره كشخص ناضج مسئول، وهذه هي الوسيلة التي أحفزه بها.
إن أطفالي يستجيبون لمحفزات مختلفة. وهي ليست بالضرورة نفس الأشياء التي تحفزني أنا، إن بعضاً من هذه الأشياء عبارة عن محفزات عاطفية – التقبل، النظر إليه على أنه شخص بالغ، التقدير.
كما أن هناك محفزات أخرى أكثر تحديداً الهدف منها تشجيع طفلك على فعل ما تريد -مثل إعطائه المزيد من المسئوليات، وضعاً أفضل، أموالاً، حرية أكثر. بمعنى آخر يمكن مكافأة الطفل مثلاً بالسماح له بأن يطهو وجبة للعائلة، أو السماح له بشراء ملابس يعتقد أنها ستجعله يظهر بمظهر أفضل وسط أصدقائه، أو حتى تأخير موعد ذهابه للفراش.
الفكرة الأساسية هنا هي أنك لا تستطيع استخدام نفس المحفزات القديمة مع كل طفل؛ لأنها لن تفلح، وستكون النتيجة هس هدم حصولك على السلوك المرغوب منهم، إضافة إلى عدم حصولهم على ما يريدون. لذا عليك التفكير بحرص فيما يمكن أن يحفز طفلك، وابدأ في استخدامه، وبالطبع ستتغير طبيعة المكافأة الممنوحة لطفل مع تقدمه في العمر، إلا أنك ستجد غالباً أن طفلك ذا العامين والمحب للحرية سيكبر ليكون ذلك الطفل المراهق المحب للحرية كذلك، على الرغم من أنه لن يتم تحفيزه بأن تتركه يصعد السلم للطابق العلوي بمفرده دون أن تمسك بيده.
وبالمثل، في تلك المواقف النادرة التي ستختار أن تلجأ فيها للعصا وليس الجزرة، ستجد أن أطفالك سوف يستجيبون لأنواع متباينة من العقاب؛ فقد تجد أن أحد أطفالك لا يهتم إذا ما منعت عنه مصروفه اليومي لمدة أسبوع كامل، بينما قد يسبب هذا الحزن لآخر، ويمكنك استخدام نفس المبادئ الأساسية التي تحدثنا عنها-الحرية، والمال، والمظهر، والتقبل.
لذا، لا نفترض أن أطفالك متماثلون، أو أنهم مثلك. أحياناً ما تحتاج إلى الكثير من الوقت حتى تتبين المحفزات الملائمة، لكن ببعض التفكير والخبرة سوف تجد ما تبحث عنه.