احذر من العصبية والغضب أمام أطفالك:
إن أطفالنا يكتسبون سلوكياتهم ض طريق مشاهدة سلوكيات. إذا كنا نستخدم كلمات مثل "من فضلك" و"أشكرك" فسوف يتعلمون أن يفعلوا ذلك بدورهم (في الوقت المناسب).
إذا عاملنا الآخرين بأدب فسيفعلون مثلنا، وإذا كنا نستنشق مخدر الكوكايين قبل الإفطار فسيظنون أن هذا هو الشيء الطبيعي. وإذا ما فقدنا أعصابنا لأن الآخرين لا ينفذون ما نريد، فسيظن أطفالنا أن هذا هو السلوك الصائب.
من السهل علينا أن نتصرف في معظم الأوقات بالصورة التي نرغب آن يتصرف أطفالنا بها، لكن عندما يبدأ ضغط دمك في الارتفاع، فهذا هو الوقت الحرج الذي ترسى فيه المثال أمام أطفالك-وهو أصعب وقت -لفعل ذلك. كيف إذن تتعامل مع طفلك حين يجادلك -على أن تحتفظ بهدوئك، ولا ترفع صوتك، وتستمع لما يريد أن يقول. الأمر ليس سهلاً بحق، لكن تلك هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن بها أن نحصل على استجابة مماثلة منهم.
من بين معظم الأزواج، من المعتاد أن يكون أحد الطرفين هو من يفقد أعصابه كثيراً مع الأطفال من الطرف الآخر. إذا كان هذا الطرف هو أنت فلا تشعر بالفشل-فسلوكك هذا طبيعي تماماً. لكنك بحاجة إلى أن تعرف أنه في كل مرة تفقد فيها أعصابك مع أطفالك فأنت بهذا ترسم بداخلهم مثل تلك الاستجابات الغاضبة، وهذا يجعلك أنت الطرف الخاسر، كما أن هذا سيضر بعلاقاتهم المستقبلية؛ حيث سيكبرون وهم مؤمنون بأن الصراخ هو الذي يجعلهم يحصلون على ما يريدون، وأن هذا هو الأسلوب المتبع في التعامل مع أي خلاف.
وبالمناسبة، ينطبق نفس الكلام على الضرب؛ فمهما كان رأيك بخصوص معاقبة الأطفال بالضرب، فإنه في الحقيقة لا يفلح مطلقاً، وهو يرسل للطفل رسالة مفادها أنه في بعض الأوقات على الأقل، يصبح ضرب الآخرين هو الوسيلة للحصول على ما تريد.
وإذا فعلت هذا الأمر في ذروة الموقف المشتعل فسوف يدرك طفلك أنك فقدت قدرتك على التحكم في نفسك. وهذا شيء مرعب للأطفال، كما أنه يوضح لهم أنه لا خير فيما إذا فقد المرء سيطرته على نفسه وتصرف مع الآخرين بعدوانية. أما إذا ضربت طفلك متعمداً دون فقدان لأعصابك فهذا يوضح أنك فكرت في الأمر وخلصت إلى أن التصرف بعدوانية هو حل المشكلة.
إذا كنت تكثر من ضرب أطفالك ٠ فاعم أنك بهذا تدمر أطفالك من الناحية العاطفية وتخاطر بتحويل طفلك إلى طفل متنمر عدواني. أما إذا كنت لا تضرب أطفالك إلا فيما ندر، فلماذا تفعل هذا من الأساس؟ إنني أعتقد، على الأقل حيال أطفال بعينهم، أنك إذا بدأت في ضربهم فلن تعرف متى تتوقف.
إذا بدا أن طفلك بحاجة إلى عقاب بدنى مرة تلو الأخرى؛ فهو بالتأكيد من نوعية الأطفال الذين لا ينبغي ضربهم من الأساس. إن الآباء المتميزين يعلمون أنهم ليسوا بحاجة لعقاب أبنائهم بالضرب مطلقاً.
إذن ماذا يجب أن تفعل إذا شعرت بالموقف يتصاعد وأنك موشك على الانفجار؟
تعلمً أن تلاحظ علامات هذا الأمر مبكراً قدر الإمكان حيث سيتيح لك هذا الوقت لاختيار استجابة مختلفة. أما إذا. فشلت في هذا فعليك بالابتعاد عن الموقف المثير للغضب فوراً، وبأسرع ما يمكنك ابتعد عن الموقف إلى أن تشعر بأنك استعدت قدرتك على السيطرة - يمكنك إطلاق اسم "وقت مستقطع" للآباء، وإذا كان لديك أطفال صغار فاحرص على سلاماتهم (إذا ما لزم الأمر يمكنك رفعهم من على الأرض وحملهم إلى مكان آخر آمن، ثم ابتعد إلى مكان آمن - بعيداً عن أطفالك بحيث لا تسمعهم - إلى أن تهدأ وتستعيد ثقتك بنفسك وتصبح قادراً على العودة إلى موقف الخلاف مجدداً) وبحلول هذا الوقت سيكون أطفالك قد هدأوا بدورهم واجتازوا لحظة التمرد الطارئة التي مرت بهم كذلك.