حتى الأشخاص الذين ترتفع مستوياتهم في الوعي الاجتماعي تصادفهم مواقف أو توقفات لا يستطيعون استيعابها.
قد يكون هناك الكثير من التفاعل والنشاط مع الناس أو الغرفة مما يجعل الأمر صعباً في الوصول إلى فهم جيد في زخم الإيقاع المتسارع. ولربما يكاد يكون هؤلاء الأشخاص الذين ترتفع مستوياتهم في الوعي الاجتماعي متيقنين من معرفتهم بما يدور، لكنهم في حاجة لبعض الأدلة التي تبرهن ملاحظاتهم. وفي تلك الحالات، هناك استراتيجية من استراتيجيات الوعي الاجتماعي للحصول على كل ما تحتاج إليه من إجابات: اسأل فحسب.
اسأل دائماً
تذكر، لا يوجد ما يسمى بالسؤال السخيف. فسواء كنت مبتدئاً أو خبيراً بالوعي الاجتماعي ، نحتاج جميعنا إلى التأكد من الملاحظات الاجتماعية في بعض المواضع. أما أفضل السبل لتتأكد من دقتك فهي – بكل بساطة – أن تسأل عما إذا كان ما لاحظته في الناس أو المواقف هو ما يحدث في الواقع أم لا.
لعلك سعيت في اتجاه ستيف في العمل، ولاحظت تلك النظرة الواجمة التي ارتسمت على وجهه، وقد أطرق الرأس وخفض عينيه نحو الأرض. فتسأله عن حاله، ويجيب بأنه: "على ما يرام".
يخبرك حدسك بخلاف ذلك؛ فهو يقول إنه على ما يرام إلا أنه لا يبدو كذلك على الإطلاق. في هذه اللحظة، اسأل سؤالاً تأملياً يشي بما تراه. فقل على سبيل المثال: "يبدو أنك تشعر بالإحباط بسبب أمر ما. هل حدث شيء ما؟"
وببساطة حينما تصرخ بما رأيت من أدلة (يبدو أنك تشعر بالإحباط)، وتسأل سؤالاً مباشراً (هل حدث شيء ما؟)، فتلك جملة تشي بالتأمل في أفضل الأحوال.
ربما سوف تسمع ما يريدك ستيف أن تعرفه الآن أياً كان؛ لكنك على كل حال تواصلت معه وجعلته يدرك اهتمامك بالأمر.
وهناك نوع آخر من الأسئلة للتحقق من الدقة، وتركز هذه الأسئلة على الرسائل غير الشفهية، أو لم يتم قوله بالضرورة.
ونظراً لأن الناس لا يصرحون دائماً بما يشعرون به حيال أمر ما بشكل علني ومباشر، فإن ثمة تلميحات تصدر عنهم. إذا كان طرح الأسئلة أمراً يسيراً بالنسبة لك، فاستغل الفرصة لترى إذا ما كنت قد اقتنصت التلميحات وتوصلت إلى معانيها. كما سوف تكون الفرصة متاحة أمامك لتعرف أخطاءك إذا ما كنت قد اندفعت نحو استنتاجات، أو لم تنتبه إلى تلميح ما.
إن التحقق من دقة ملاحظتك سوف يضفي على فهمك للمواقف الاجتماعية المزيد من الوضوح، وسوف يساعدك أيضاً على الانتباه للتلميحات التي عادةً ما توجد جوارك ولا تراها، إن لم تسأل، فلن تتأكد على الإطلاق.