ضع أهدافاً محددة لأبنائك
إنني أَستَقِي تلك القاعدة من عالم الأعمال، وهي قاعدة مفيدة حقاً؛ فالمدراء المتميزون لا يعملون دوماً على وضع أهداف محددة، ويحددون كيفية الوصول إليها، وهم في هذا محقون للغاية؛ فمن المحبط للغاية أن يخبرك رئيسك بأنه يرغب منك أن "تبيع أكثر" أو أن تعلم أن نسبة العشرة بالمائة الإضافية في المبيعات التي حققتها هذا الشهر سوف تحبطه أو تجعله يطير فرحاً، وسوف تظن أنه ليس لديه فكرة هو الآخر، وإلا لكان قد قال لك: "أريدك أن تبيع بنسبة ١٠% أكثر".
إننا جميعاً نعلم أن وضع أهداف محددة شيء يبعث على الارتياح؛ حيث تعلم عندئذ المطلوب منك تحديداً وأن رئيسك يهتم بأدائك كذلك. حسناً، لماذا إذن نقول لأطفالنا" "نظموا حجراتكم بصورة أكبر"، أو "عليكم بتنظيف الأرنب بصورة أكثر من هذا"، أو "لا تقض كل هذا الوقت أمام جهاز الكمبيوتر؟".
ألا تدرك أن مثل هذه العبارات توحى بشدة بأنك غير مهتم حقاً كما تدعي؟ أي العبارتين التاليتين إقناعاً لك: "لا تقض وقتاً طويلاً أمام الكمبيوتر" أو "يمكنك قضاء ساعتين يومياً أمام الكمبيوتر"؟ وأيهما أسهل لطفلك أن يفهمها؟
إننا، أحياناً، لا نبذل القدر الكافي من الجهد، لكن أحياناً أخرى لا نتوقف لنفكر فيما إذا كان أطفالنا يفهمون حقاً ما نريد منهم؛ فعبارة مثل "عليك بتنظيف الأرنب بصورة أكثر من هذا" قد تبدو واضحة لك، لكن طفلك قد لا يدرك ما تعنى بها تحديداً.
هل تعنى أن ينظفه مرة أسبوعياً أم شهرياً؟ أم تعنى أن يغير له القش مرتين أسبوعياً أم يستبدل النشارة كل أسبوعين؟ لابد أن تحدد ما تطلب حتى يشعر طفلك بالحماس لتأدية ما تطلبه منه، ولكي يشعر أنك تهتم به حقاً. والأهم من نلك أن ينفذ حقاً ما تطلبه منه.
هذه القاعدة بدأت في اتباعها في منزلي من بضع سنين، حينما طلبت من إحدى بناتي أن تنظم حجرتها؛ وحين صعدت إلى غرفتها لاحقاً وجدت الحجرة على نفس حالة الفوضى التي كانت عليها من قبل تقريباً. وحينما بدأت في تعنيفها على هذا بدت مجروحة بحق وقالت: "لكني قمت بتنظيفها بحق، انظر!". وفي الوقع كانت قد أزالت كل الأشياء الملقاة على الأرض... وهذا كل ما في الأمر.
لكنها كانت تؤمن بحق أن هذا هوما كنت أريده منها. حينئذ أدركت أن الخطأ كان خطئي أنا. وأنني لم أتسبب في عدم ترتيبها للحجرة وحسب، بل لم أكن منصفاً معها كذلك.