أهمية التواصل مع أطفالك:
من السهل على الآباء أن يفقدوا القدرة على التواصل مع أبنائهم؛ فبداية هم مجرد أطفال صغار لن يستطيعوا فهمك، وبينما يكبرون تكون قد اعتدت عدم التواصل معهم، بالإضافة إلى ذلك، فلِمَ تزيد الأمور تعقيداً بإشراكهم فيها؟
أجل، قد تكون محقاً، لكن هذا يعد جزءاً أساسياً في مسعاك لخلق عائلة متفاهمة تتصرف كفريق واحد (على الأقل في الأيام الطبيعية).
ما الذي أطلبه منك تحديدا هنا؟ أي نوع من التواصل؟ حسناً، دعني أعطك بعض الأمثلة:
هل تخبر أطفالك دوماً بآن هناك ضيفاً سوف يزور منزلكم؟
غالباً أنت تفعل ذلك إذا كان الشخص شخصاً يُسَرون برؤيته، لكن ماذا إذا كان هذا الزائر شخصاً لا يعرفونه؟ شخصاً قادماً ليأخذ مقاسات الغطاء الجديد للأريكة. أو يصلح الغسالة الكهربائية؟ هل تغبر أطفالك الصغار وأنت تضعهم في السيارة عن الوجهة التي ستقصدونها؟ فهذه الوجهة هي بالطبع معروفة لك، لكنها مجهولة تماماً لهم.
لا تنس أيضاً أن الاتصال عملية لها طرفان. نعم أنت بحاجة لأن تخبر فريقك عن المستجدات، ويفضل أن تخبرهم عن أسبابها كذلك، لكنك أيضاً بحاجة إلى أن تطلب منهم رأيهم وتستمع لردودهم. هل تتشاور مع أطفالك بشأن المكان الذي ستقضون فيه الإجازة؟
غالباً لدى وصولهم إلى سن المراهقة سيخبرونك عن رأيهم دون انتظار لأن تسألهم، لكن ماذا عن الأطفال في سن السادسة آو السابعة؟
ماذا عن عملية تغيير السيارة؟ هل تطلب من أطفالك أن يخبروك بآرائهم؟ بالطبع أنت لن تشتري لهم سيارة لامبورجيني فقط لأنهم ذلك، لكن يمكنك سؤالهم عما يفضلونه في السيارة الجديدة - مكان رحب في المقعد الخلفي، أعمدة تثبيت فوق السقف لتثبيت لوح التزلج، فتحة علوية في السقف، فإذا ما أدلوا بآرائهم، ستجد أنهم سيكونون سعداء حيال السيارة التي تختارها لاحقاً.
إذا استطعت فعل كل ما سبق طوال الوقت. فأنت تستحق الدرجة النهائية، بل أعتقد أنك من يفترض به تأليف هذا الكتاب وليس أنا؛ لأنني لا أستطيع تذكر كل ذلك طوال الوقت. لكني أتذكر قدراً معقولاً يجعلني أرى مقدار الاختلاف الذي يشعر به الأطفال حين يشعرون بأنهم جزء من عملية اتخاذ القرار وجزء أصيل من العائلة.
وفي الحقيقة، يمكن لهم أن يكونوا مفيدين حقاً إذا ما كانوا على علم طوال الوقت بما يجرى؛ فهم يملكون أفكاراً كثيرة والتي، لو حتى كانت تحتاج للتنقيح ٠ من الممكن أن تمدك برؤى مفيدة، والتي قد لا تستطيع الوصول إليها دون مساعدتهم.