الثقافة والوعي الإجتماعي:
لا يقتصر الوعي الاجتماعي على إدراك الدلالات الشعورية لشخص آخر، لنفترض أنك قد بدأت وظيفة جديدة في شركة ما، ولكي يكون النجاح حليفك، ستحتاج لأن تتعلم كيف يتم القيام بالأمور وفق ثقافة هذه الشركة، لقد تم تعيينك في موضع لتشارك المكتب مع "لاك سو". ولكي تحقق النجاح مع لاك، عليك أن تتعلم كيف تؤثر خلفية لاك الثقافية والعائلية على توقعاته بشأنك كرفيق في المكتب. لا يمكنك أن تفهم أفعاله أو ردود أفعاله حتى تتعلم قواعد لاك في اللعبة.
قواعد؟! إن القدر الأكبر من فعل الأمور الصحيحة أو التفوه بها في المواقف الاجتماعية ينبع من فهم قواعد لعبة الثقافة. فعالمنا كقِدر تذوب فيها ثقافات مختلفة متعددة. وتتفاعل تلك الثقافات وتعيش وتجري الأعمال مع بعضها طبقاً لقواعد محددة للغاية. وليس هناك من مجال للالتفاف على تلك اللعبة وقواعدها، كما أنها ضرورة لتعلم كيفية تطوير الذكاء العاطفي عبر الثقافات.
أما سر الفوز في لعبة الثقافة هذه فيكمن في معاملة الآخرين بالطريقة التي يرغبون فيها، لا الطريقة التي ترغب في أن يعاملك الناس بها. وتتعلق الخدعة في الأمر بالتعرف على القواعد المختلفة لكل ثقافة. ولتزداد الأمور تعقيداً، فإن القواعد التي يجب عليك مراقبتها وإتقانها لا تشمل قواعد الثقافات العرفية فحسب، بل والثقافات العائلية والعملية أيضاً.
كيف يمكنك أن تتقن مجموعات عدة من قواعد الثقافة في الوقت ذاته؟
إن أولى الخطوات هي المزيد من الاستماع والمشاهدة لفترة زمنية أكثر طولاً من الوقت الذي تستغرقه في مشاهدة أناس من ثقافتك الخاصة. اجمع الملاحظات المتعددة، وتدبر الأمر قبل أن تندفع نحو الاستنتاجات. اعتبر نفسك وافداً جديداً على البلدة، وقبل أن تنبث ببنت شفاه وتخطو بقدميك أي خطوة، لاحظ كيف يعامل بعض الناس الآخرين بعضاً. ابحث عن أوجه التشابه والاختلاف ما بين سبل ممارستك للعبة، وكيف يمارسها الآخرون.
وبعد ذلك اطرح الأسئلة المحددة، وقد يتطلب ذلك التحدث في ظروف خارجَ نطاق الاجتماعات أو الأعمال المشتركة. أما التفاعل الاجتماعي أثناء الوجبات قبل الانخراط في العمل، فهو أمر ثمين في العديد من الثقافتين العملية والعرقية.
ينطوي ذلك التوجه على حكمة؛ لأن التفاعل الاجتماعي يعمل على رفع مستوى الوعي الاجتماعي لكلا الطرفين، ويعدهما للعب لعبة الثقافة وفق قواعدها.