من قواعد التربية أَثنِ علي أبنائك بحكمة
إنني آمل أن تكون تلك الكلمات قد شجعتك -فهذا هو الهدف من الثناء عموماً؛ والآباء المتبعون لقواعد التربية السليمة يعلمون أنهم إذا ما أنجزوا مهمتهم على وجه سليم. فسوف يكون الثناء هو واحد من الأدوات القوية المحفزة لأبنائهم. إنك لن تدع عيد ميلاد أحد أطفالك يمر دون إعطائه هدية، لذا لا تدع أي إنجازات يحققها أطفالك تمر مرور الكرام دون إعطائه القدر المناسب من المرح والثناء.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة. أليس كذلك؟ كم عدد الآباء الذين تعرفهم والذين لا يستخدمون الثناء بحكمة وفي موضعه المناسب؟ لابد لك من تقديم الثناء بالقدر المناسب. وبالصورة المناسبة. وعلى الأشياء المناسبة.
إن القول الشائع "لا يشبع المرء أبداً من الأشياء الطيبة "لا ينطبق بكل تأكيد على الثناء، وهذا لا يعني أن تكون بخيلاً في ثنائك. لكن ينبغي أن تعطي منه القدر السليم مقابل إنجازات أطفالك؛ فإذا ما بالغت في ثنائك فسرعان ما سيغدو بلا قيمة. إذا قلت لطفلك لدى قيامه بشيء عادي انه قام بإنجاز رائع، فماذا ستقول له إذن عندما يفعل شيئاً رائعاً بحق؟ كما أنه إذا ما امتدحتهم على كل صغيرة وكبيرة بصورة مبالغ فيها، فسوف يشعرون بالخوف من أن يخذلوك مستقبلا، وهم ليسوا بحاجة لهذا النوع من الضغط.
هل توقفت يوماً لتفكير في الأشياء التي تقدم لأطفالك المدح والثناء حيالها؟ فإذا ما كنت تثنى على أدائهم الدراسي الحسن على الدوام دون امتداح سلوكهم المهذب، فما هي الرسالة التي ترسلها إليهم بخصوص قيمك؟ هل تميل لامتداحهم أكثر على الفوز أم على المحاولة ذاتها؟ كلا، بالطبع أنت لا تفعل ذلك، فأنت تتبع قواعد التربية السليمة، لكن العديد من الآباء الأخرين يفعلون ذلك.
كما أن معظم الآباء ينسون أن يثنوا على سلوكيات أطفالهم المهذبة؛ وذلك لأنهم يتعاملون معها كشيء مسلم به. لكن الطفل يحتاج دوماً لمعرفة أنك لاحظت سلوكه الطيب؛ "كان جميلاً منك أنك لم تعبث في أنفك أمام العمة ميرتيل"، أو “لابد أنك مرهق، لكنك تتحمل هذا بصبر ولا تتأوه، وهذا شيء طيب". مثل تلك العبارات هي ما يقنعهم بجدوى استمرارهم في تبنى السلوكيات الطيبة في المرات القادمة.
والآن، إليك نقطة أخيرة نذكرها بخصوص الثناء قبل اختتام تلك القاعدة: أي العبارتين التاليتين تظن آن طفلك سيود سماعها أكثر؛ "يا له من رسم جميل!" أم "يا له من رسم جميل -كم تعجبني الطريقة التي تمكنت بها من جعل الحصان يبدو كأنه يتحرك. كيف تمكنت من فعل ذلك؟" أجل. كن محدداً قدر الإمكان أثناء منحك الثناء، ووجه لهم الأسئلة كذلك؛ فهذا كفيل بجعلهم يطيرون فرحاً.