علمهم أن يفكروا بأنفسهم
إن أطفالك ليسوا فقط بحاجة لاتخاذ قراراتهم بأنفسهم (القاعدة ٢١)، لكنهم أيضاً بحاجة للتفكير بأنفسهم، فإذا وجدت أن طفلك يتجادل معك، ورغم أن هذا شيء محبط، إلا أنه يُظهر أن طفلك يفكر بصورة مستقلة؛ وهذا هوما تريده (على الرغم من شعورك بأن هذا ليس هو ما تريد في لحظة الخلاف نفسها).
لقد كنت بصحبة صديقة لي منذ يومين، وكانت ابنتها نات الأعوام الخمسة تتصرف بصورة مزعجة إلى أقصى مدى. غضبت صديقتي وتضايقت ابنتها من كثرة اللوم. ولكم انبهرت حينما وجدت صديقتي تسأل ابنتها قائلة: "لم تظنين أنني غاضبة منك؟" فكرت الطفلة للحظات ثم غمغمت قائلة: "لأنني لا أتوقف عندما تطلبين ذلك منى". أعتقد أنها ما كان لها أن تدرك سبب غضب أمها إذا لم تكن أمها سألتها أولاً. لكن والدتها كانت ترغب في تعليمها كيفية التفكير.
ولقد تفهمت صديقتي أهم مبدأ يخص تعليم الطفل كيف يفكر: أن توجه إليه الأسئلة. ولا يهم حقاً ما إذا كنت تسأل طفلك عن سبب تفضيله للعبة الكريكيت على كرة القدم، أو تسأله عن الوسيلة الملائمة لخدمة مائة ضيف في حفل زفاف، أو كيف تتخلص من مشكلة الاحتباس الحراري، أو حتى عن رأيه بخصوص السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وما إذا كانت سليمة أم لا (ربما يجدر بك تأجيل هذا السؤال حتى يصبح كبيرا بما يكفي). إنك بحاجة لتشجيع طفلك على التفكير.
كما أنه عليك أن تتحدى أفكارهم، ليس بصورة عدوانية بالطبع لكن اسأل طفلك” لماذا تظن هذا؟”، وعندما يكون طفلك في الثانية من عمره يمكنك سؤاله:” لماذا تظن أن الكلب ينبح؟"، وعندما يكون في الثانية عشرة يمكنك سؤاله إذا ما كان يظن أن الحذاء الرياضي ذا العلامة التجارية الشهيرة يستحق هذا السعر الباهظ. (وإذا كان يعتقد أنه لا يستحق، فاسأله لماذا إذن يتوقع منك أن تدفع له هذا الثمن الباهظ. عندئذ، تذكر ما ورد بالقاعدة ٢١؛ أعطهم مصروفاً ليشتروا به ملابسهم).
استمر في مناقشة أفكارهم وتوجيه الأسئلة إليهم. اجعلهم يحاورونك ويناقشونك ويبررون وجهات نظرهم، وعندما تجدهم يفعلون ذلك بصورة طبيعية ودون أن توجه إليهم الأسئلة.