احتفظ بمخاوفك لنفسك
كلما أقدم أطفالك على شيء به مخاطرة، سوف تصاب بالقلق، وهذا شيء طبيعي؛ فسوف ينتابك القلق حينما يتسلقون الأشجار، وعندما يتعلمون القيادة، وعندما يذهبون إلى إجازة دون أن تكون معهم.
بل إنك ستصاب بالقلق، حتى إن لم تكن تقدم على أي مخاطر فسوف تقلق حين يغيبون عن نظرك للمرة الأولى، وعندما يبدأون في الذهاب للمدرسة، وعندما يبيت أحدهم في منزل صديق له لأول مرة، كما سوف تصاب بالقلق حين تحمر وجنتا طفلك وترتفع حرارته، وكذلك عند دخول طفلك الامتحان.
ما عليك تذكره هنا هو أنك لست الوحيد في هذا الأمر؛ فأطفالك يقلقون بشأن كل تلك الأمور أيضاً. قد يكون طفلك الصغير خائفاً بشدة من ذهابه للمدرسة لأول مرة، ولكنهم يكونون مصممين على عمل تلك الأشياء.
ما عليك تذكره هنا هو أنك لست الوحيد في هذا الأمر، إن مهمتك في هذه الأحوال هي أن تهدئهم، وتعطيهم الثقة لكي يمضوا قدماً. اجعلهم يشعرون بان كل شيء على ما يرام.
قد يكون ذلك صعبا، أليس كذلك؟ فها أنت تقف أمامهم والقلق يعصف بك بينما من المفترض أن تبتسم أمامهم في هدوء وتهون الأمر عليك. أجل، أظن أن هذه هي مهمتك. وهي ليس بالمهمة السهلة. لكن على أحد أن يقوم بها. وهذا الشخص هو أنت.
وعزاؤك الوحيد هو أنك تستطيع بعد ذلك الذهاب والإفضاء بمخاوفك لشخص آخر بالغ؛ شريك حياتك على الأغلب، أو والديك، وهو الشيء الأفضل، حتى في عمرك هذا عليهم أن يهدئوا من روعك حين يعصف بك القلق.
وعلى نفس الغرار، حاول أن تمنع نفسك من أن تقول لطفلك "احذر" في كل مرة يخطو طفلك خارج باب المنزل؛ إن هذا لا يشير فقط لانعدام ثقتك في طفلك، بل الأكثر من ذلك هو أن الطفل الذي يحمل شيئا قابلاً للكسر ويقول له أحد أن” يحاذر"، على الأغلب سيقع منه الشيء وينكسر. إن لفظ "احذر" يخطر الطفل بان شيئاً ما على وشك الحدوث.
والآباء الذين يتبعون قواعد التربية العظيمة يقولون لأطفالهم: “استمتع بوقتك"، أو "فلتمض وقتاً سعيداً". وأنت الآن واحد من هؤلاء الآباء بالطبع.