كُل وصفة لها مكوناتها الخاصة
تقضى أحد قواعد التربية بأن تقدم لأطفالك ما هو أكثر من الحب، فماذا ستفعل تحديداً؟ حسناً، لا توجد إجابة واحدة بسيطة لهذا السؤال، كما أن الإجابة تعتمد بشكل كبير على كل من شخصية طفلك وظروفك الخاصة، وهذا هو محور هذه القاعدة.
لا يمكنك اتباع مجموعة من التعليمات بحيث تنفذها على طفلك دون تفكير، فلا يمكن عمل ذلك مع الأطفال. إنني أعرف صديقين لي اتبعا نفس أسلوب التربية مع أطفالهما الثلاثة، وسار كل شيء على أفضل ما يكون إلى أن جاء طفلهما الرابع، وهنا صار الأمر مختلفاً تماماً.
لقد كان يرى العالم بنظرة مختلفة، ولم يكن يتقبل السلطة المفروضة عليه، كما كانت لديه مشكلة في فهم الأشخاص. كان مرحاً لكن غريب الأطوار تماماً. على سبيل المثال، كان يصر على أن ينام مرتدياً ملابسه العادية ; حيث كان يرى أنه من السخف أن يخلع الإنسان ملابسه قبل النوم ويستبدل بها ملابس النوم ثم يعود لاستبدالها مجدداً بمجرد استيقاظه.
ولكم عانى صديقاي هذان من الصدام المتكرر مع طفلهما هذا لأنه لم يكن يتصرف كطفل حسن الأدب كما كانا يريدان وكما تصرف إخوته الثلاثة من قبله. لكنهما كانا على درجة من الحصافة بحيث جلسا معاً وتناقشا بشأن ما يصلح وما لا يصلح مع طفلهما هذا والسبب في ذلك، وأيضاً التفكير فيما إذا كان من العدل - أو المثمر- أن يتوقعا منه أن يتبع نفس المعايير التي سبق أن أرسياها لأطفالهما السابقين، وهكذا قاما بتعديل بعض من قواعدهما وتركا البعض الآخر كما هو. لا يهم أي القواعد عدلوا أو تركوا تحديداً؛ فالمغزى هنا هو أنهما صارا يفكران فيما يفعلان. والسبب من ورائه.
والأهم من نلك هو أنهما بدآ في التفكير في الطريقة التي يتعاملان بها مع الثلاثة الآخرين أيضاً. ووجدا أن عملية التفكير تلك ساعدتهما على تحسين علاقتهما مع هؤلاء الأبناء كذلك.
كان العلاج يتمثل في النظر للمواقف التي تنضوي على أي خلاف، أو تلك التي لاحظا أنها تثير ضيق أو قلق طفلهما، ثم التفكير في أسبابها والكيفية التي يستطيعان بها تحسين هذا الموقف.
المهم هنا هو أنك إن لم تمعن التفكير فيما تفعل، فعلى الأرجح لن تستطيع الخروج بنتيجة إيجابية منه. إن لم تفكر فيما تحتاج إلى شرائه قبل الذهاب للتسوق، فستجد نفسك قد عدت من المتجر حاملاً العديد من الأشياء التي لا تحتاج إليها. وإذا لم تفكر مسبقا فيما تريد من وراء الإجازة قبل الانطلاق لها، ستقل فرص استمتاعك بها كثيراً.
وبالمثل، إذا لم تفكر جيداً في الكيفية التي تود أن تربى طفلك بها، سينتهي بك المطاف وأنت تعاني عبر تلك العملية وتنجزها بصورة قد تكون مرضية، لكنك لن تستطيع إتمامها على النحو الأفضل الذي يفيد أطفالك حقاً.