مسموح لك بأن تختبئ من أطفالك !
بما أن أحد قواعد التربية تقول بأن من المسموح لأطفالك بأن يثيروا غيظك، يترتب على هذا حقيقة أنه مسموح لك بفعل شيء حيال هذا الأمر. إنني شخصياً أفضل الفرار والإختباء. حقاً، لقد عرف عني أنني أنسل إلى أقرب خزانة ملابس وأكتم أنفاسي حتى يغادر أبنائي الحجرة.
لابد أنك تعلم هذا الشعور؛ حيث تسمعهم وهم يقتربون أكثر وأكثر ويقول أحدهم للآخر:" كلا، سوف أشى بك! وأنت تعلم في نفسك إلى من سيشي هذا المتحدث، دون أن يكون لديك أدنى علم بما حدث ولمن حدث وما إذا كان مبرراً أم لا. ما الذي يفترض على الوالد الحصيف فعله؟ حسناً، إن الإجابة واضحة بالنسبة لي: الاختباء. وأجمل ما في الأمر عندئذٍ هو أنهم لا يجدونك فإنهم سيعالجون الأمر فيما بينهم.
تخبرنا كتب تربية الأبناء العديدة بأهمية أن تحصل على " وقت مستقطع" حين يسيء أبناؤك التصرف أي أن ترسلهم إلى حجراتهم أو إلى "درجة السلم" المخصصة للأطفال الأشقياء (أرجو ألا تجعلني أستفيض في هذا الأمر)٢ [1]ونلك حتى يهدئوا.
وهذا الأسلوب قد ينجح، لكن لم يحصل الأطفال وحدهم على كل المرح؟ لابد أن تحظى أنت أيضاً ب "وقت مستقطع" خاص بك. وحينما تحتاج للهدوء، فيمكنك أن تمنحه لنفسك، وهذا يعني الابتعاد عن الأطفال بأي شكل تراه مناسبا-بما في ذلك الاختباء.
أخبرتني صديقة لي ذات مرة -وكان ذلك منذ سنوات عديدة، قبل ميلاد طفلي الأول بقليل -أن هناك أوقاتاً مرت عليها جعلتها في حالة من الإحباط والإرهاق بحيث كانت تريد أن تنفجر.
بالطبع أقلقني قولها هذا؛ لذا سألتها معاً كانت تفعل حينئذ، فقالت لي إنه كان هناك حل واحد وهو أن تضع طفلها على الأرض في منتصف الحجرة، بعيداً عن أي خطر محتمل. ثم تبتعد عنه بحيث لا تستطيع صرخاته الوصول إليها، إلى أن تستعيد توازنها مرة ثانية.
لماذا يعتقد الكثيرون منا أنه لا ينبغي علينا فعل ذلك، حتى عند وصولنا إلى نقطة الانهيار؟ إننا نشعر بأننا نفشل في أحد جوانب الأبوة. بيد أن هذا هو أفضل الحلول وأكثرها منطقية. إن الآباء، المتميزين يعلمون أننا مجرد بشر.
وأنه أحياناً ما نكون بحاجة إلى الهرب والاختباء. وبهذه الطريقة نستطيع أن نؤدي دورنا كآباء على أفضل صورة بعد استعادتنا هدوءنا.
هوامش مرجعية:
[1] يبدو أنه من الظلم أن نميز درجة سلم بعينها بأنها مخصصة لمعاقبة ذوي السلوك السيئ عن باقي الدرجات.