قد يبدو هذا الأمر أساسياً، لدرجة أنه ليس هناك حاجة لذكره، إلا أن الإنصات استراتيجية ومهارة تتراجع في المجتمع. يعتقد أغلب الناس أنهم يجيدون الإنصات، لكن إذا لعب الكبار لعبة " الهاتف " الشهيرة اليوم، فما قدر دقة كل رسالة يبثها كل طرف؟ إن الإنصات يتطلب تركيزاً، والتركيز ليس بالأمر السهل لأنه يمتد في عدة جوانب.

إن الإنصات لا يتوقف على الاستماع للكلمات فحسب، بل يتعداه للاستماع إلى نبرة الصوت وسرعة الكلام ومستوى الصوت.

ما الذي يقال؟ هل هناك أشياء لا تقال؟ ما الرسائل الكامنة تحت السطح؟ لعلك مررت بحديث أو عرض ما حيث تم اختيار الكلمات المؤثرة، إلا أنه لم يكن هناك تناغم بين أثر الكلمات المنتقاة ونبرة الصوت أو السرعة أو مستوى الصوت. وعوضاً من ذلك، فمن المحتمل أن يكون هناك توافق بين هذه العوامل والإطار العقلي للمتحدث.

استراتيجية فن الإنصان:

عندما يتحدث شخص ما إليك، توقف عن أي شيء آخر، وأنصت إليه بشكل تام حتى ينتهي من حديثه. وعندما تجري اتصالاً هاتفياً، لا تكتب بريداً إلكترونياً في نفس الوقت. وعندما يسألك ابنك سؤالاً ما، ضع الكمبيوتر المحمول الخاص بك جانباً، وانظر إليه حينما تجيبه.

وعندما تتناول العشاء مع عائلتك، أغلق التلفاز واستمع إلى المحادثة التي تدور على الطاولة. وعندما تلتقي بشخص ما، أغلق الباب واجلس بالقرب من الشخص حتى تستطيع أن تركز وتنصت.

فمثل تلك الأمور البسيطة سوف تساعدك على أن تعيش اللحظة الراهنة، وتستوعب التلميحات التي يبثها الطرف الآخر، وتستمع - بحق – لما يقوله.