أثناء تربية أبنائك كُل القواعد يمكن خرقها أحياناً
كلنا نعلم أن هناك قواعد وقوانين وأنظمة وسياسات من الواجب على الآباء الالتزام بها؛ تلك الأشياء المتفق عليها مثل تدم السماح للأطفال بتناول الأطعمة السريعة، وعدم السماح لهم بالسهر لوقت متأخر، وعدم السماح لهم بمشاهدة التلفاز لوقت طويل، وعدم السماح لهم باستخدام الكلمات النابية حتى وصولهم لسن معينة.
إلا أن الآباء الذين يتبعون قواعد التربية السليمة يعلمون أيضاً أن عدد القواعد التي لا تتعرض للخرق مطلقاً قليل للغاية، حسناً نحن متفقون على أنه يجب عليك أن تطعمهم طعاماً صحياً، ثلاث وجبات يومياً إلا أنها لن تكون نهاية الكون إن عدت يوماً، بعد يوم عمله طويل، مرهقاً واكتفيت بإعطائهم شيئاً سريعاً مثل شرائح السمك.
كل ما عليك فعله هو التفكير في أسوأ ما قد يحدث إذا خرقت قاعدة ما. بالطبع إن حدث أن خرقت قاعدة مثل عدم ربط حزام الأمان فستكون العواقب وخيمة؛ لذا لا يمكن خرق هذه القاعدة. لكن إذا لم تقم بإعطاء أطفالك حمام المساء لأنك متعب-حسناً، ما المشكلة في ذلك؟
تذكر أن هذا القسم يركز على قواعد الاحتفاظ بعقلك. والهدف من هذه القاعدة تحديداً هو أن تدرك أنه من الأفضل كثيراً لأطفالك أن يكون والدهم هادئاً مسترخياً عن ألا يتناولوا أصابع السمك مطلقاً. بعض الآباء يجعلون الأمور أكثر صعوبة على أنفسهم حين يؤمنون بوجوب اتباع كل القواعد طوال الوقت وهكذا ينتقدون أنفسهم طوال الوقت على أشياء تافهة.
ذات يوم اصطحبنا اثنين من أبنائنا إلى نزهة، وكان أول ما سنفعله هو ركوب القطار البخاري. كان أصغر طفلينا يبلغ من العمر بضعة أشهر، بينما كان، الآخر عمره عامان. وبمجرد خروجنا من السيارة في محطة القطار أدركنا أن الصغير ذا العامين لم يكن مرتدياً حذاءه. بالطبع كان لدينا قاعدة ضمنية مفادها أنه لا يجب علينا أن نصطحب ابننا في رحلة للقطار البخاري دون أن يكون مرتديا حذاءه.
حينئذ كان أمامنا خياران؛ التخلي عن رحلة القطار. أو استكمال النزهة بدون حذاء. بالطبع اختار ابننا ذو العامين الخيار الثاني واندفع نحو القطار مؤكداً على رغبته هذه.
هذا بدوره تركنا أمام خيارين آخرين؛ إما أن نواصل انتقاد نفسينا لارتكابنا هذا الخطأ أو نتناسى الأمر ونستمتع بالرحلة. كما تعلم كان الخيار السليم هو تناسي الأمر، فإما أن نستمتع مع ابننا ذي العامين -بيوم رائع دون حذاء، وإما أن نتوتر ونلوم أنفسنا على شيء لا يمكن تغييره، وبذلك نفسد يومنا ويومه كذلك! كان لابد من كسر القاعدة هذا اليوم (لكنه لم يكن اليوم المناسب لكسر قاعدة الاستحمام قبل النوم بالقطع).
المغزى هنا هوانك إن أصررت على اتباع كافة القواعد في كل الأوقات، فبهذا أنت تكسر قاعدة أخرى تقول أن لا أحد كامل ! أتفهم؟!