التهاب البروستاتا
شائع الحدوث، إذ يُقدر أن نصف الرجال يعاني من أعراض التهاب البروستاتة في وقت ما من حياتهم. البروستاتة عبارة عن غدة بحجم ثمرة الجوز وتقع تحت المثانة البولية وتحيط البروستاتة بمجرى البول (قناة البول) مثل الكعكة. نستطيع القول بأن التهاب البروستاتة prostatitis ينافس سرطان البروستاتة prostate cancer وتضخم البروستاتة الحميد benign prostatic BPH – hyperplasia فيما يتعلق بنسب الحدوث، الانتشار، وعدد الاستشارات الطبية، وتقدر نسبة حدوثه في الولايات المتحدة من 5 إلى 8%.
تمثل متلازمات التهاب البروستاتة كيان سريري مشترك وجمعت سوية في تصنيف واحد لأنها جميعا عبارة عن الأعراض والعلامات السريرية المرتبطة باضطرابات غدة البروستاتة. في السابق صنفت إلى أربع کیانات سريرية:
1- التهاب بكتيري حاد acute bacterial.
أعراضه : حمي، رعشة، حرقان، ألم في الظهر، بطني سفلي، الخصية أو ألم منطقة الخصر، تراخي عام أو ضعف، صعوبة في التبول. وتكون إفرازات البروستاتة
زيادة في كريات الدم البيضاء. ونتائج تحليل الزرعة : نمو بكتيري
2- التهاب بكتيري مزمن chronic bacterial .
3- التهاب لا بكتيري a bacterial
وأعراضه مثل أعراض البكتيري المزمن - ونتائج المزرعة : نمو بكتيري.
4- ألم البروستاتة (بروستاتودينيا (prostatodynia .
وأعراضه أيضاً مثل سابقه - لكن لا زياده في إفراز كرات الدم البيضاء - ولا نمو بكتيري في المزرعة.
ظهور أعراض التهاب البروستاتا:
وظيفة البروستاتة هي صنع السائل والأنزيمات التي تساهم في تكوين المني والضرورية للخصوبة الذكرية. عندما تصاب البروستاتة بالالتهاب فإنها من الممكن أن تؤثر على تدفق البول وبالتالي تسبب ظهور الأعراض.
أسباب التهاب البروستاتا
مسبات التهاب البروستاتة غير معروفة في 90% من الحالات، والنسبة الباقية يكون سببها بكتيريا. وقديما كان ينسب التهاب البروستاتة إلى مستوى هرمونات الجنس، أنواع الأغذية، الأمراض التناسلية السابقة، التوتر، عوامل نفسية، تحسس، والحالة الاجتماعية. ولقد قام بعض الباحثين بمحاولة الكشف عن تلك المسببات فتم دراسة تأثير العمر، العرق، الجراثيم بما فيها الفيروسات والأمراض التناسلية الجنسية، حمض البول، النشاط الجنسي وعوامل أخرى كثيرة. ولكن لا تزال أصابع الاتهام تتجه إلى البكتيريا كسبب أساسي.
تشخيص مرض التهاب البروستاتا
تشخيص التهاب البروستاتة البكتيري الحاد يتم بشكل مباشر وبسهولة في المعمل. ولكن من الناحية الأخرى، فإن التشخيص المعملي لالتهاب البروستاتة المزمن وألم البروستاتة (بروستاتودينيا) يمثل تحديا خاصا. فالتهاب البروستاتة المزمن له سجل ضعيف في نجاح المعالجة.
فالدراسات الحديثة تقترح أن الحالات التي توصف بأنها التهاب البروستاتة الغير بكتيري المزمن (بروستاتودينيا) من الممكن أن يكون في الواقع بسبب مرض معي. يربط بعض المرضى بدء أعراضهم بالنشاط الجنسي - أحيانا يكون مرتبطا بحدوث التهاب حاد في مجری البول (الإحليل)، في حين لم يبين الآخرون أي علاقة إلى النشاط الجنسي.
- استخدام المضادات الحيوية قد يؤدي إلى زوال مؤقت للأعراض: يوجد عدة ميكروبات ترتبط بحدوث هذه المتلازمة، مثل تریکوموناس فاجيناليس Trichomonas vaginalis، کلامیدیا تراکوماتیس Chlamydia trachomatis مایکوپلاسما mycoplasma، ستافیلوکوکي staphylococci، کورینیفورمز coryneforms و الفيروسات viruses. هذه البيانات جدلية، إذ قد فشل بعض الباحثون في العثور على هذه الميكروبات الدقيقة في المزارع أو أنهم عثروا عليها في ظروف نادرة. التحليل المعملي يواجه صعوبة بسبب وجود مواد مثبطة في إفراز البروستاتة، بالإضافة إلى الاستخدام السابق والمتعدد للمضادات الحيوية.
قد تحدث العدوى البكتيرية لغدة البروستاتة بسبب إصابة مجرى البول (الإحليل) بالتهاب بكتيري أو بسبب ارتجاع reflux البول الملوث في قنوات البروستاتة التي تصب في مجرى البول. تضمنت الطرق الممكنة الأخرى للإصابة غزو من بكتيريا المستقيم (نهاية الأمعاء). يوجد هناك ارتباط بين التهاب البروستاتة البكتيري وإصابة المسالك البولية بعدوى، فعندما يصاب المريض بالتهاب البروستاتة البكتيري الحاد، يصاب بحمى مفاجئة، وتظهر علامات وأعراض التهاب المسالك البولية المتعارف عليها.
انتكاسات التهاب البروستاتا:
التهاب البروستاتة البكتيري المزمن مرض ماكر يتميز بانتكاسة مستمرة العدوى المسالك البولية وتواجد مستمر للبكتيريا في البروستاتة بالرغم من تكرار استخدام المضادات الحيوية المتعددة.
يوجد متلازمة ثالثة، وهي التهاب البروستاتة الذاتي المزمن chronic idiopathic prostatitis ( أحيانا يطلق عليه التهاب بروستاتة بكتيري، أو التهاب بروستاتة لا بكتيري أو الم البروستاتة - بروستاتودينيا). في هذا النوع قد يكون إفراز البروستاتة مختلطا مع أعداد زائدة من الخلايا الناتجة عن الالتهابات وربما لا توجد بكتيريا في المزرعة.
فإفراز البروستاتة من مرضی كثيرين تبدو عادية: ولهذا تقترح الدراسات الحديثة بأن لا يكون هناك تمييز لألم البروستاتة (بروستاتودينيا) عن التهاب البروستاتة غير البكتيري.
يشعر العديد من الباحثين بأن أغلبية المرضى بالتهاب البروستاتة يكون سبب الالتهاب لديهم جرثومة ما، ولكن أحيانا كثيرة لا يتم العثور على الجرثومة المسببة للالتهاب.
ويدعو بعض الباحثين إلى زيادة مدة المزرعة إلى 5 أيام بدلاً من يومين والبعض الآخر يدعو إلى استخدام التقنيات الحديثة مثل البي سی آر (PCR) لمحاولة الكشف على الأجزاء الجينية الجرثومية. فإن وجدت تلك الإشارات الجرثومية يمكن أن نتوقع الاستجابة إلى العلاج بالمضادات الحيوية، وإن لم توجد فسيكون من الأفضل تفادي النفقة والآثار الجانبية الناتجة عن الاستخدام غير الضروري والمطول للمضادات الحيوية، والتوجه حينها إلى العلاج بواسطة مضادات الالتهاب الأدوية العصبية العضلية، قد يكون هو الاختيار الأفضل في هذه الحالات.
ولا يزال السؤال قائمًا إن كان للخمائر yeasts أي دور فعال في مرضی التهاب البروستاتة ويعتقد بعض الباحثين بأن للفطريات fungi دورا في التهاب البروستاتة وبالذات عندما تفشل محاولات العلاج بالمضادات الحيوية.
علاج التهاب البروستاتا
العلاج التهاب البروستاتة بجميع أنواعه تم في عدة دراسات طبية استخدام أدوية خاصة بتضخم البروستاتة الحميد، أدوية مضادات الالتهاب، المضادات الحيوية، العلاج الحراري، وأدوية مختلفة أخرى.
تشكل المضادات الحيوية الركن الأساسي في العلاج على الرغم من أن نتائج الزراعة تكون غالبا سلبية. السبب لهذا الاستخدام غير الموثق للمضادات الحيوية عائد إلى أن العديد من المرضى يستفيدون من ذلك.
تدليك البروستات المتكرر prostate massage، الذي كان يعتبر العلاج التقليدي والقياسي لالتهاب البروستاتة لعقود (والذي تم وقفه بعد عام ۱۹۹۸)، أصبح يستخدم ثانية، والسبب في ذلك جزئي بسبب عجز العلاج الطبي التقليدي على تحسين أعراض أكثر المرضى، ولكن أيضا بسبب الاعتقاد بأن تلك العدوى الجرثومية المزمنة توجد في غدة البروستاتة في قنوات مسدودة على هيئة خراجات صغيرة جدا.
إن الجمع بين تدليك البروستاتة والمضادات الحيوية للمعالجة في الحالات المقاومة والصعبة ربما يساعد، ولكن قيمته النهائية يجب أن تثبت بواسطة الدراسات.
- الاستخدام غير التقليدي لبعض أنواع الأغذية اكتسب شعبية في معالجة متلازمات ألم الحوض المزمن، فبعض المرضى تحسنت حالتهم بعد استخدام quercetin، والذي تم تسويقه مؤخرا تحت اسم بروستا - کیو Prosta-Q ويوجد خيار مثير آخر وهو صادات ألفا blockers alpha مثل finasteride، baclofen phenoxybenzamine ،diphenoxybenzamine ، والتي تستخدم لعلاج تضخم البروستاتة الحميد. فبالرغم من أن آلية تأثيرها ما زالت غير واضحة، إلا أنها قد أفادت في تحسين حالات بعض المرضى.
- العلاج الحراري باستخدام موجات الميكروويف أفاد أيضاً في تحسين حالات بعض المرضى.