تخلص من مصادر التشويش في حياتك:
حتى يرتفع وعيك الاجتماعي، يجب أن يكون لديك حضور اجتماعي، وأن تتخلص من جميع مصادر التشويش، خاصةً تلك الموجودة داخل عقلك، حيث تعد مصادر التشويش الداخلي بمثابة الركام الموجود في مِرآبك أو خزانتك.
هناك أشياء مفيدة فيه، لكنه مزدحم، ويصعب الوصول لما تريد فيه. والحل: أن ترتب الركام.
هناك بعض السلبيات التي ينبغي التخلص منها. أولها، أننا جميعاً لدينا محادثات وثرثرة تدور في رؤوسنا، فنتحدث إلى أنفسنا على الدوام.
ننشغل في تلك الأحاديث الداخلية لدرجة أننا لا نكترث بما يدور في العالم من حولنا، مما يعد عائقاً في طريق الوعي الاجتماعي.
أما ثاني السلبيات، فهي تلك العملية التي نُعد فيها استجاباتنا بينما لم ينته الشخص المتحدث إلينا من الكلام بعد. وذلك أيضاً عائق آخر، فالإنصات لذاتك وللشخص الآخر في نفس الوقت أمر شاق.
ولترتيب ذلك الركام، ينبغي اتباع بعض الخطوات البسيطة. إذا كنت طرفاً في محادثة، فلا تقاطع الطرف الآخر ما لم ينته من كلامه بالكامل، وبعد ذلك، لكي تخمد ذلك الصوت الذي يخطط لاستجابتك في الداخل، من المهم أن تقبض على نفسك متلبساً بتلك الفعلة؛ وعندما تفعل ذلك، قم بإيقاف ذاتك ونظف الركام. والآن ركِّز تفكيرك من جديد على وجه وكلمات الطرف الآخر.
وإذا لزم الأمر، فمِل للأمام ناحية المتحدث ليعبر جسمك عن تركيزك في المحادثة. وهذا الوعي يثبت ارتفاع مستواك؛ لأنك في إحدى المرات لم تكن لتلاحظ وجود هذا النمط.
ذكّر نفسك أنك موجود في المحادثة لتصغي وتتعلم شيئاً ما، لا لتثير إعجاب الطرف الآخر بملاحظاتك الثاقبة. وإذا اعتدت أن تعي ذلك الركام وترتبه، فسوف يتحسن مستواك في تهدئة الأفكار المستعرة داخلياً، وترتفع مهاراتك في الاستماع.