تخيل نفسك تغادر إحدى حفلات العشاء. لا تصدق أنك نسيت إحضار الخبز، لقد قضيت عشر دقائق على الأقل في الحفل توبخ نفسك على ذلك مراراً وتكراراً، وخمس عشرة دقيقة أخرى تتلقى التقريع من أصدقائك الطيبين الذين لم تأتهم الخبز.

وما إن تدخل مفتاح السيارة وتديرها، حتى تتذكر فجأة أنه كان عليك أن تحصل على بطاقة العمل الخاصة بجاك لتحادثه تليفونياً في أمر يخص مشروع تسويق ما، إلا أن "حادثة الخبز" أنستك ذلك. ها هي كيت. لقد بدت مكتئبة طوال العشاء. لماذا لم تستفسر منها عن الأمر عندما كنت هناك؟

لقد خططت لحضور العشاء، لكنك لم تخطط من أجله؟ إن التخطيط المسبق لحدث ما قد يبدو لك طوق النجاة، سواء كان الحدث حفل عشاء أو اجتماع عمل.

إذا خطوت عبر الباب مخططاً لذلك، فإنك توفر طاقتك العقلية وقوتك الذهنية، ومن ثم تستطيع التركيز على اللحظة الراهنة.

في المرة المقبلة التي ترد فيها على إحدى الدعوات لحدث ما، ذكر نفسك في النفس التالي بوضع خطة. ودوِّن في البطاقة قائمة بمن سوف يحضر الحدث، وأية موضوعات تود التحدث عنها أو أمور عليك القيام بها. لا تخجل من الأمر، احمل القائمة معك!

والآن هيا لنعد سيناريو الحفل الماضي، لكن في هذه المرة تكون خطتك بحوزتك مدونة في ورقة بصحبتك. وبعد أن تصل، تقدِّم للمضيف الخبز الذي وعدته به. وتفحص الخطة، وتحدد مكان جاك في المطبخ وتتوجه نحوه لتحادثه حديثاً عابراً، وتطلب بطاقة العمل الخاصة به. وتفحص الخطة.

وما إن تنتهي من ذلك، حتى تلاحظ الحزن البادي على وجه كيت؛ تبدو مكتئبة.

تلاحظ ذلك على الفور، وليس كفكرة لاحقة تدور بخلدك بينما تقود سيارتك باتجاه المنزل. تستجيب في الحال لجرس الإنذار الذي يدق في عقلك، وتأخذ كيت جانباً لترى إن كانت في حاجة لتفضي بمكنون صدرها.

تشكر لك اهتمامك وتبتسم وتشاطرك قصتها. وبهذا تعودان للمجموعة وتستمتعان بالوجبة المقدمة أمامكما.

لن يعمل بعض التخطيط على تجهيزك للحدث فحسب؛ بل سوف يساعدك على الاستمتاع بالحدث بشكل أكبر لأنك سوف تصير أقل توتراً وأكثر حضوراً بينما تتواجد في الحدث.