هشاشة العظام:
هشاشة العظام هي أحد أمراض العظام، وهو تعبير يطلق على نقص غير طبيعي واضح في كثافة العظام (كمية العظم العضوية وغير العضوية) وتغير نوعيته مع تقدم العمر، العظام في الحالة الطبيعية تشبه قطعة الإسفنج المليء بالمسامات الصغيرة، وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات ويكبر وتصبح العظام أكثر هشاشة وتفقد صلابتها، وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر بمنتهى السهولة، والعظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام هي الورك والفخذ، الساعد - عادة فوق الرسغ مباشرة - والعمود الفقري.
وهذه الكسور التي تصيب عظام فقرات العمود الفقري قد تجعل الأشخاص المصابين بهشاشة العظام ينقصون في الطول، وقد تصبح ظهورهم منحنية بشدة ومحدبة وفي كل سنة، يتعرض العديد من الأشخاص المصابين بهشاشة العظام لحدوث كسور في الورك أو الساعد بمجرد السقوط، وآخرون قد يتعرضون لتلف العظام في ظهورهم لأسباب بسيطة قد لا تزيد عن الانحناء أو السعال، تخیلی کیف أن عظامك التي سندتك طوال حياتك تصبح من الهشاشة بحيث إنها تنكسر لمجهود بسيط مثل السعال.
وهشاشة العظام تنشا عادة على مدى عدة سنوات، إذ تصبح العظام تدريجيا أكثر رقة وأكثر هشاشة، وهذه هي الفترة قبل أن يحدث تلف شديد وقبل أن تنكسر العظام التي فيها تحتاج فعلا أن نحدد الأشخاص المصابين بهشاشة العظام، لأنه توجد الآن طرق للعلاج، وحيث إن مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة والتي قد تنشأ بدون ألم وأول أعراضه هو حدوث الكسور، لذلك فإنه من الضروري جدا أن نبني عظاما قوية في شبابنا، ونحافظ عليها مع تقدم العمر، ويجب أن تعرفي ما إذا كنت معرضا للإصابة بهشاشة العظام، حتى يمكنك اتخاذ الخطوات التي قد تمنع حدوث هذا المرض أو - بالتعاون مع طبيبك - لتوقفی تقدمه.
هشاشة العظام لدى النساء:
إن النساء بصفة عامة لديهن كتلة عظمية أقل - وبالتالي عظامهن أضعف - من الرجال في نفس المرحلة من العمر. وكنتيجة لذلك فإن النساء يتعرضن للإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة عن الرجال. ولكن هناك سببا آخر أكثر أهمية يزيد من مخاطر إصابة النساء بهشاشة العظام - وفي سن مبكرة جدًا - عن الرجال .
هرمونات الأنوثة وهشاشة العظام:
لعله من العجيب أن هرمونات الأنوثة التي تقوم بتنظيم الدورة الشهرية لها أهمية كبيرة بالنسبة لعظامك، والهرمون الأهم من بين هذه الهرمونات، وهو يسمى الأستروجين، يتم إنتاجه في المبايض وهو يساعد على تنظيم إنتاج البويضات أثناء سنوات الخصوبة لديك، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأستروجين يعتبر عاملا أساسيا لحدوث هشاشة العظام، وعندما تكونين صحيحة وعافية، فإنك تستمرين في إنتاج الأستروجين طوال فترة الخصوبة في حياتك، إلى أن تصلي إلى سن الإياس، وبعد ذلك يبدأ إنتاج الأستروجين يتوقف تدريجيا الديك، ونظرا لغياب المادة التي كانت توفر الحماية لهيكل العظمي، فإنك تبدئين بفقدان المادة العظمية بأسرع من ذي قبل. ولهذا السبب فإن النساء بعد سن الإياس أكثر عرضة لحدوث هشاشة العظام من النساء اللواتي لا زلن تحدث لديهن الدورة الشهرية.
ومن بين فئات النساء اللواتي لديهن مخاطرة عالية جدا لحدوث هشاشة العظام من اللواتي يحدث لديهن الإياس في وقت مبكر نسبيا من حياتهن. فبدلا من حلول الإياس في الخمسينات من العمر، بعض النساء يحدث لهن الإياس في أوائل الأربعينات من العمر أو حتى في الثلاثينات، أيضا بعض النساء اللواتي تجري هن عملية استئصال الرحم تستأصل أيضا مبايضهن، وهذه العملية لها نفس أثر الإياس، وذلك لأنهن يفقدن القدرة على إنتاج الأستروجين.
جميع هؤلاء النساء يفقدن آثار الأستروجين الواقية في وقت مبكر من حياتهن ويبدأن في فقدان كميات أكبر من المادة العظمية في وقت مبكر أيضا، وكنتيجة لذلك فإنهن يتعرضن لمخاطرة حدوث هشاشة العظام في وقت مبكر ويجب عليهن اتخاذ الخطوات لتقليل هذه المخاطرة.
بعض النساء تتوقف لديهن الدورة الشهرية لعدة شهور- بل أكثر من ذلك - قبل أن يصلوا إلى الإياس بزمن طويل. وباستثناء فترات الحمل، حيث يكون ذلك طبيعيا فإن توقف الدورة الشهرية يسمى انقطاع الطمث، وهو يحدث عاده بسبب خلل في إنتاج هرمونات الأنوثة .ولهذا السبب فإن النساء اللواتي تعرضن لانقطاع الطمث لستة شهور أو أكثر من أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام حتى إذا عادت فيما بعد الدورة الشهرية لديهن عادت المرأة إلى طبيعتها.