لعلك قد سمعت العبارة القائلة "التوقيت هو كل شيء" لتوضيح مئات من المواقف وتطورات الأحداث، فعند التعامل مع الناس ومشاعرهم، يغدو التوقيت فعلاً كل شيء، حيث لا تطلب زيادة في المرتب بينما العمل ليس على ما يرام، ولا تحاول أن تقوّم شخصاً ما يشعر بأنك تهدده، ولا تطلب معروفاً من شخص يقع تحت وطأة الضغوط أو يشتعل غضباً.

ولكي تمارس اختيار التوقيت كجزء مرتبط بالوعي الاجتماعي، اسع للعمل على اختيار التوقيت عبر طرح الأسئلة. والهدف من ذلك هو طرح الأسئلة الصحيحة في الإطار العقلي السليم واضعاً المتلقي نصب عينيك.

فكر كيف سيسير الأمر إذا كنت تتحدث مع زميل لك يصب جام غضبه على زوجته. فهو مهتم بأمر الزواج ويعبر عن الكثير من المشاعر أكثر من أي وقت مضى، واستجابةُ منك، تطرح عليه السؤال التالي: "هل نظرت في الأفكار التي طرحتها في مقترح المشروع حتى الآن؟". فيحدق إليك بوجه خالٍ من التعبير إثر السؤال المفاجئ الذي سألته إياه، يظهر الوجوم في وجهه، وتنتهي المحادثة.

وفي هذه الحالة، كان اختيار التوقيت والسؤال والإطار العقلي اختياراً خاطئاً؛ حيث طرحت السؤال المناسب في الوقت المناسب بالنسبة لك؛ أما التوقيت والإطار العقلي للشخص الآخر فلم يكن ملائماً على الإطلاق. تذكر أن الأمر لا يتعلق بك وحدك؛ بل يتعلق بالشخص الآخر أيضاً.

والسؤال المناسب لإطاره العقلي في هذا التوقيت من المفترض أن يكون كما يلي "هل هناك أي شيء يمكنني القيام به من أجلك؟".

وأغلب الظن أنه سوف يقدّر اهتمامك، ويهدأ، وفي ذلك الحين، يمكنك أن تطرح سؤالك الذي سألته بكل رفق، على أن التوقيت – في الأرجح – لم يمر عليه إلا القليل.

وبينما تتدرب على اختيار التوقيت، تذكر أن أساس الوعي الاجتماعي هو التركيز على الآخرين، بدلاً من التركيز على ذاتك؛ وذلك حتى تصير أكثر فاعلية.