اسأل لاعبي البوكر المحترفين عن أكثر ما يدرسونه في خصومهم بعناية، وسوف يخبرونك بأنهم يتطلعون إلى تغيرات طفيفة في السلوك تشير إلى ثقة اللاعب في ذاته.
يدرس هؤلاء اللاعبون وضعية الجسد، وحركة العين، وتلويحات اليد، وتعبيرات الوجه.
واللاعب الواثق المتجرئ في الغالب هو الذي يحاول الخداع، بينما الهادئ الرزين هو الذي بيده الأوراق الرابحة يجلس منتظراً لينقض على الطاولة. وبالنسبة للاعبي البوكر المحترفين، فإن قراءة لغة الجسد أمر ينطوي على الربح أو الخروج من الطاولة خالي الوفاض. لذلك، فمهارات الوعي الاجتماعي القوية حيوية بالنسبة لهم.
وعلى نفس النسق تقع لغة الجسد بالنسبة لنا نفس الموقع من الأهمية؛ حيث سندرك من خلالها حقيقة مشاعر الناس، ومن ثم نرد بالاستجابة المناسبة.
وعليه فإن تقييم لغة الجسد من الرأس لأخمص القدمين يمكنك من الحصول على إدراك تام لمكنون شخص ما، وأكثر أجزاء الجسم تواصلاً هي العين.
يمكنك الحصول على كثير من المعلومات عبر العينين، لكن حذارٍ من التحديق. وقد يوضح الحفاظ على التواصل بالعينين حقيقة كون الشخص جديراً بالثقة، وصادقاً، ومهتماً بالأمر. أما الأعين المراوغة أو سريعة الحركة فقد تشي بخداع.
وأما الأشخاص الذين يمتازون بحركة عين خفيفة ومنتبهة في الوقت ذاته للشخص الذي يجري الحديث معه، فذلك يعني أن هؤلاء الأشخاص أكثر صدقاً وأمانة.
ثم انظر إلى ابتسامة الشخص، هل هي حقيقية أم اضطرارية؟ يستطيع الباحثون إخبارك بوجه الاختلاف، فهم يبحثون عن تجعيد في ركن العينين، وإن لم يكن موجوداً، فمن المحتمل أن الابتسامة زائفة. أما الابتسامات الصادقة فتتغير سريعاً من مجرد تعبير طفيف في الوجه إلى تعبير آخر أكثر اتساعاً.
وإذا ما انتهيت من الوجه، فتوجه نحو الكتفين والجزع والأطراف. هل الكتفان محدبتان أم منتصبتان بالوضع الطبيعي؟ هل الذراعان واليدان والرجلان والقدمان في حالة من التململ أم الاطمئنان؟ إن الجسد يتواصل بلا توقف وهو مصدر ثري بالمعلومات، لذلك اعقد النية على مراقبة لغة الجسد خلال الاجتماعات واللقاءات الودية والمقابلات الأولى.
وحينما تألف لغة الجسد، فسوف تغدو رسائله واضحة بازغة، وسرعان ما سوف تلاحظ التلميحات وتستطيع أن تكشف خبايا شخص ما.