مرض الانتباذ البطاني الرحمي، كيف يحدث المرض؟

البطان الرحمي هو ببساطة نسيج ينمو في مكان لا ينتمي إليه أصلا فأثناء الحيض الطبيعي، تنفصل بعض خلايا بطانة الرحم endometriosis وتنجرف نحو المهبل، ولدي امرأة مصابة بالبطان الرحمي، تعود هذه الخلايا من جديد في قناتي فالوب، ومن هنا تتدفق تلك الخلايا نحو تجويف الحوض وتنغرس في أماكن لا يجب أن تتواجد بها مثل عنق الرحم والأمعاء ونظر لكونها نسيجا رحميا، فإن هذه الخلايا المغروسة تستجيب للتنشيط الهرموني، فتتورم وتنزف كل شهر تماما مثلما كانت ستفعل لو كانت لاتزال داخل الرحم، فيما عدا أنها في حالتنا هذه لا تجد مهبلا يسمح للدم بالهروب خارج الرحم، فيصير الدم محبوسا داخل تجويف الحوض حيث يمكن أن يسبب ألما، التهابات ، أكياسا دهنية، نسيجا ندبيا، بل وتلفا عضويا وعقما.

• أسباب البطان الرحمي

يري بعض الباحثين أن بعضا من هرمون الأستروجين السابح مع تيار الدم قد يكون هو المتسبب في هذا في حين يقول آخرون إن خللا في جهاز المناعة ربما كان هو مبعث المشكلة.

الأوقات العصيبة تدعونا لتغذية جيدة:

يقول الخبراء إن هذا هو السبب الذي يجعل التغذية أمرا بالغ الأهمية وسواء أكان الأستروجين هو السبب أم كانت المناعة فإن جميع أجهزة جسدك تحتاج لأن تعمل بأقصى كفاءاتها حتى تنظم هرموناتك تنظيما أمثل، فتصون جهاز المناعة لديك وتحاصر تلك الفيروسات من نسيج بطانة الرحم وتكبح جماحها.

وهذا لا يعني أن العلاج الطبي مثل الهرمونات الموقفة لعمل أستروجين والاستئصال للنموات البطان الرحمية ليست ذات فاعلية.

وتحقق خطط التغذية نجاحا ملحوظا بصفة خاصة مع النساء اللاتي خضعن مؤخرا للعلاج التقليدي ولكي نمنع تجدد الألم مرة أخري، ثبت أن البرامج الغذائية تحقق نجاحا باهرا في هذا الصدد.

أهمية الفيتامينات والمعادن في مرض البطان الرحمي:

• فيتامينات ب خافضة لمستويات الأستروجين:

إذا كنت تبحثين عن أسلوب طبيعي للمحافظة على انخفاض مستوي الأستروجين لديك ومن ثم الإقلال من تجدد نوبات البطان الرحمي، فجربي الاستزادة من فيتامين ب المركب، الكبد هو المسئول عن تكسير الأستروجين الفائض والتخلص منه وفيتامين ب مهم لتنظيم الأستروجين لأنه يحسن من كفاءة وصحة الكبد.

ويوصي الخبراء بأن تتناول النساء المصابات البطان الرحمي مقدارا أكثر بكثير من الكمية اليومية لفيتامينات ب.

يمكنك أيضا تدعيم غذائك بفيتامينات ب بتناول وجبات سربال من الحبوب الكاملة والمعجنات والأرز والأسماك والبقوليات والخضراوات الخضراء الورقية.

• استخدام مضادات الأكسدة

هناك سبيل آخر لكبح آثار البطان الرحمي عن طريق زيادة مقدار ما تحصلين عليه من العناصر الغذائية المضادة للأكسدة، فيتامينات ج، هـ البيتا كاروتين (الذي يتحول داخل الجسم إلي فيتامين أ) و معدن السيلينيوم، لقد اشتهرت مضادات الأكسدة بقدرتها على مقاومة الشوارد الحرة، تلك الشوارد المتأينة التي تتكون من جزيئات غير مستقرة تسبب تلف الأنسجة عن طريق استيلائها علي الإلكترونات من الجزيئات السليمة حتى تعادل نفسها ويعلم الأطباء جيدا أن مضادات الأكسدة تبني المناعة أيضاً كما تقلل من التقلصات والمغص وغزارة النزيف الطمثي، وكل هذه وظائف نافعة في علاج البطان الرحمي.

ولكي تحصلي على المزيد من مضادات الأكسدة في طعامك، ابدئي أولاً بسوق الخضر والفاكهة، البركولي والسبانخ والكانتلوب مصادر ممتازة لفيتامين ج والبيتا كاروتين، والكرنب والكرفس والخيار فهي مصادر عظيمة للسيلينيون وللحصول على المزيد من فيتامين هـ جربي عمل بعض الخضار السوتية في زيت عباد الشمس أو زيت العصفر، أو تناولي حفنة من اللوز فهو مصدر آخر غني بفيتامين هـ.

الوقاية من البطان الرحمي بالغذاء:

(1) أفضل خط فاع غذائي تتبعه النساء اللاتي يعانين من حالة البطان الرحمي هو تناول الغذاء الصحي الغني بالفاكهة والحبوب والخضراوات والخالي من الأطعمة الدهنية، التي تعمل على تفاقم الحالة وإليك ما يوصي به العديد من الخبراء في مجال الصحة.

) 2) قللي من تناول منتجات الألبان، واحد من أكثر التوصيات شيوعا والتي ينصح بها خبراء البطان الرحمي هي تفادي أو الحد من استهلاك الألبان.

منتجات الألبان تحتوي على دهون مشبعة، تزيد من عبء الضغوط الملقي على الكبد وتزيد من نسبة الأستروجين بالدم.

كذلك تؤدي الدهون المشبعة إلي إنتاج مادة تسبب تقلص العضلات تسمي البروستاجلاندين ف ۲ - ألفا والتي تسب تقلصات تجعل حالة الالتهاب المصاحبة للبطان الرحمي تزداد سوءا على حد قول د. لارك.

) 3) التزمي بالخضراوات، لما كانت اللحوم تحتوي علي دهون مشبعة فإن الخبراء يوصون بالحصول على عناصر الغذائية من الحبوب الكاملة والمصادر النباتية كلما أمكن.

(4) اتجهي للعضوي، عند تسوق الخضراوات عليك بشراء المنتجات العضوية كلما أمكنك وإذا لم يتوفر لك فقشري الفاكهة والخضر قبل تناولها، فهناك دراسات عديدة تبين وجود علاقة مباشر بين التعرض للدوكسين، وهو مادة كيميائية توجد في المبيدات الحشرية الكيميائية وبين حدوث حالة البطان الرحمي عند حيوانات التجارب.

(5) قللي من الكافيين، يعمل الكافيين على استنفاد مخزون الجسم من فيتامين ب ويدمر وظائف الكبد، مما يزيد من مستويات الأستروجين ويزيد أعراض البطان الرحمي وعلى النساء أن يحددن مقدار ما يتناولنه من القهوة والشاء الأسود والشكولاتة والمرطبات المضاف إليها كافيين على حد قول د. الإرك.

(6) امتنعي عن الخمور، لما كان الأداء الوظيفي الأمثل للكبد ضرورة للتخلص من فائض الأستروجين والسيطرة على حالة البطان الرحمي، فإن د. الإرك تحظر عليك الاقتراب من الخمور مطلقا.