حالة الإعياء المزمن
كل منا يصاب بالإرهاق، ومع ذلك فلسنا نصاب جميعا بمتلازمة الإعياء المزمن (CFS) والمصابون بهذا المرض ليسوا مجرد أناس أصيبوا بالإرهاق، إنهم مرهقون على الدوام، ليس لمجرد بضعة أيام وإنما يومًا بعد يوم، لمدة ستة أشهر أو يزيد.
والإعياء ليس سوي بداية، فكثير من المصابين بتلك الحالة يصابون أيضا بأعراض تشبه الأنفلونزا مثل احتقان الزور، والألم بالعقد الليمفاوية والأوجاع العضلية، بينما يعاني آخرون من مشكلات في التركيز ونوبات من التخبط وكثرة النسيان، وكثير من المصابين بتلك الحالة لا يحتملون ممارسة التريض، فلك أن تتخيل امرأة اعتادت على أن تركض بضعة أميال كل يوم وصل بها الإرهاق حد أن المشي حول المربع السكني الذي تقطن به يجعلها ترقد في الفراش لمدة يومين بعدها، هذا هو الإعياء المزمن.
وبمجرد الإصابة بتلك الحالة، يصعب التخلص منها، فالأطباء لا يعلمون أسبابها وكيفية الشفاء منها، وبرغم أن كثيرين يشفون من تلقاء أنفسهم خلال عام أو اثنين فإن البعض لا يشفي منه مطلقاً.
-
ظهور مرض التعب المزمن
ظهر المرض على أنه مرض غامض أشبه بالأنفلونزا يصيب في الغالب النساء الشابات العاملات، وأطلقت عليه اسم «أنفلونزا يوبي» وغالباً ما كان يوصف بأنه حالة إنهاك قوي أو اكتئاب لقد بدأ كثيرون ممن أصيبوا بحالة الإعياء المزمن أصحاء تماما حتى إن الناس كانوا يقولون لهم إن أعراضهم ليست سوي «أوهام في عقولهم.
واليوم صار الإعياء المزمن مرضاً متعارفاً عليه عند أغلب الأطباء غير أنهم لا يزالون يختلفون في تشخيصه، وتتباين الأعراض تباينا كبيرا من شخص إلى آخر وغالبا ما تشبه أعراضه أعراض الأنفلونزا أو العدوي بالطفيل أحادي النواة أو الاكتئاب، ونظرا لأنه لا أحد يعلم سبب متلازمة الإعياء المزمن فإن الطب لم يضع بعد اختبارا محددا يثبت إصابة شخص بهذا المرض.
-
أسباب مُتلازمة التعب المزمن
ويُعتبر أغلب الخبراء حالة الإعياء المزمن نشاطاً مناعياً (أي اضطراب في المناعة الذاتية) يشبه في بعض جوانبه مرض الذئبة والروماتويد المفصلي، وفي اضطرابات النشاط المناعي، يدخل جهاز المناعة في حالة تأهب للدفاع عن الجسم ضد غزاة حتى إنه في واقع الأمر يهاجم أنسجة الجسم ذاته كذلك يشاهد الأطباء نسبة عالية من حالات الحساسية في أوساط المصابين بهذا المرض وهي علامة أخري على أن أجهزتهم المناعية ميالة للإفراط في التفاعل.
وبرغم عدم عثور أي شخص على علاج لمتلازمة الإعياء المزمن، فإن التغيرات في النظم الغذائية، والمكملات الغذائية قد تساعد في تقوية جهاز المناعة، وتحسن من مستويات الطاقة وتخفف من بعض أعراض الإعياء المزمن
أهمية الفيتامينات والمعادن في متلازمة التعب الزمن :
-
تقوية العضلات بالمغنسيوم
بعض المصابين بمتلازمة الإعياء المزمن استفادوا من تناول مكملات عنصر المغنسيوم، وهو معدن يدخل في عملية إنتاج خلايا الطاقة، فقد توصلت إحدى الدراسات إلى أن المصابين بالإعياء المزمن كانت مستويات المغنسيوم بدمائهم أقل من المستوي الطبيعي، وبعد تلقيهم لحقن المغنسيوم شعر ۸۰٪ منهم بحدوث تحسن في أعراضهم.
-
دفعة من فيتامين ب المركب
وتساعد فيتامين ب المركب أيضا في دعم الغدة الكظرية، التي ترتبط من بين أعضاء الجسم الرئيسية بالضغوط التي يتعرض لها الإنسان حيث فيتامينات ب أيضا الجهاز العصبي المركزي حتى يستطيع مجاراة الضغوط بصفة عامة، ونحن تفقد قدرا كبيرا من فيتامينات ب عندما تتعرض للضغوط لذا فإننا نحتاج لتعويضها هذه العناصر الغذائية التي تدخل كذلك في عملية إنتاج الطاقة وهو ما يجعلها ضرورية للمصابين بأعياء مزمن.
-
سلح نفسك بمضادات الأكسدة
كذلك من المفيد في علاج الإعياء المزمن ما يسمي بالعناصر الغذائية المضادة للأكسدة والتي تشمل على فيتامين ج، وفيتامين ه والبيتا كاروتين، ومعدن السيلينيوم هذه العناصر الغذائية تشكل فريق المقاومة الذي يساعد خلاياك في مكافحة الشوارد الحرة، أو المركبات المتأينة غير المستقرة التي تتواجد بشكل طبيعي بالجسم نتيجة للعادات السيئة كالتدخين وحمامات الشمس وشرب الخمور.
تقوم تلك الأيونات الحرة بالاستيلاء على الإلكترونات من المركبات السليمة بالجسد لتعيد الاتزان لنفسها مما يتلف الخلايا أثناء ذلك، وتقوم مضادات الأكسدة بمعادلة الشوارد الحرة بتقديم إلكتروناتها إليها، فتحمي بذلك المركبات السليمة من التلف.
حيث تحمي مضادات الأكسدة الجسم من تدهور ومن تأكل الأنسجة وكذلك من الضغوط البيئية.
ويعد التلف الناجم عن الشوارد الحرة عاملا مهما في حالة الإعياء المزمن.
الوقاية من التعب المزمن بالغذاء:
عندما يتعلق الأمر بمتلازمة الإعياء المزمن (CFS) فإن المكملات تعد مجرد جزء من الصورة ويتفق الاستشاريون في مجال الطب على أن الجودة الشاملة لطعامك تصنع كذلك فارقاً هائلاً في صحتك وإليك بعض التغيرات الغذائية التي قد ثبت جدواها.
- خفف من تناول السكريات «الإفراط في تناول السكريات المكررة يضعف جهاز المناعة وقد يحبط من قدرة خلايا الدم البيضاء علي الاحتفاظ بنشاطها.
بعض الأبحاث تشير إلى أن المصابين بالإعياء، المزمن يعانون من نقص إنزيم يحتاجه الجسم لعملية أيض السكريات، والنتيجة تراكم حمض اللاكتيك (اللبنيك) في تيار الدم، والذي من الممكن أن يؤدي إلي ألم عضلي، ونوبات صداع وعائي واضطرابات عصبية نفسية مثل نوبات الذعر وجميعها أعراض مرتبطة بمتلازمة الإعياء المزمن.
"إننا ننصح بتجنب السكر بقدر الإمكان ولكن إذا كانت ستتاح لك فرصة الاختبار فلتجعل أصناف الحلويات عقب الوجبة بدلا من تناول صنف حلو على معدة خاوية، فبذلك تبطئ من امتصاص السكر فلا تصاب بارتفاع حاد في حمض اللبنيك"
لا تعتمد على الكافيين إذا كنت تشعر بالإرهاق على الدوام، فإنك تتعرض لإغراء هائل يدفعك نحو الاعتماد على الكافيين حتى تصبح أكثر انتباها، ولكن من المهم أيضا تجنب أو خفض كمية الطعام الذي يسبب فقدان الأملاح المعدنية ومن أمثلة تلك الأطعمة الكافيين.
- قلل من الدهون:
صار الناس كلهم تقريبا يعلمون الآن أن الغذاء قليل الدسم ضروري للصحة العامة، هذه النصيحة تكتسب أهمية جديدة بالنسبة للشخص المصاب بالإعياء المزمن، حيث إن الأطعمة الدسمة يصعب هضمها وقد تتسبب في الشعور العام بالخمول، وهو آخر شيء يحتاج إليه المصاب بالإعياء المزمن، ويقول د. ماجازينر، هناك أيضا بعض الدلائل علي أن الإفراط في الدهون قد يكون له آثار سلبية على جهاز المناعة . - تحاشي الأطعمة المصنعة:
تناول طعاماً صحيا الغذاء الأمثل شخص مصاب بالإعياء المزمن هو نفس الغذاء الذي يتناوله أي شخص يبغي الصحة المثلي: الطعام الغني بالألياف والكربوهيدرات المركبة، مع الكثير من الفواكه والخضراوات والبقول والحبوب الكاملة، يطلب أيضا من المصابين بالإعياء المزمن تحاشي الأطعمة المصنعة التي غالبا ما تكون مملوءة بالإضافات والمواد الحافظة والألوان والنكهات الصناعية. - قم بإجراء اختبارات حساسية: الأشخاص المصابون بمتلازمة الإعياء المزمن معرضون علي وجه الخصوص للحساسية للأطعمة وغالبا ما يشعرون بتحسن واضح عندما تعالج أسباب الحساسية «يبدو أن هذا المرض خليط من عسر هضم البروتين وازدياد نفاذية الأمعاء أو بعبارة أخري غالبا ما تمتص أمعاء المصاب بمتلازمة الإعياء المزمن.