ما هو مرض التصلب المنتشر؟

في التصلب المنتشر تقوم خلايا معينة في جهاز المناعة بمهاجمة الأعصاب، مما يتسبب في انهيار الغمد (أو الغلاف) الدهني المحيط والعازل للخلايا العصبية عما حولها، ويحدث الانهيار غالبا في المخ والحبل الشوكي، وبمجرد أن يبدأ الغلاف الدهني في الزوال، تتعرض الرسائل المتوجهة من والي المخ إلى الإعاقة فعلي سبيل المثال قد تتوقف في منتصف الطريق، رسالة من المخ إلى الساق تأمرها بالحركة فلا تصل إلى عضلات الساقين التي ستؤدي هذه المهمة.

أسباب التصلب المنتشر:

لا أحد يعلم علي وجه اليقين ما الذي يستفز جهاز المناعة فيجعله يهاجم الأعصاب، وتشير مجموعة لا بأس بها من البيانات، إلى أن الوراثة تلعب دورا في تحديد نسبة الخطر وأن هناك عوامل خطر أخري منها نوع من المؤثرات الخارجية قد يكون التعرض لفيروس ما تثير تغيرات داخل جهاز المناعة.

ويترتب على فقد الأعصاب غلافها الدهني أعراضاً مثل تشوش أو ازدواج الرؤية والتنميل وفقدان السيطرة على المثانة والإعياء أو ارتعاش الساقين وقد يهاجم بعض المرضي نوع من الإعياء البالغ حتى إنه سمي بالإعياء «المشل للحركة» وأغلب الأعراض تجيء وتروح، مع حدوث نوبات من الأعراض التي تسبب مشكلات متبادلة على مر السنين مع فترات أخري تخف فيها حدة المرض.

طرق العلاج في مرض التصلب المنتشر:

 ظهرت بعض الدلائل على أن التلف الذي يصيب الغلاف الدهني لأحد الأعصاب والذي يصاحب مرض التصلب المنتشر سببه الإصابة التأكسدية.

يحدث بسبب قيام الشوارد الحرة بالاستيلاء على الإلكترونات من الجزيئات السليمة بداخل هذا الغلاف الدهني مما يسبب انهيارا وتليفا يدمر العصب في نهاية الأمر، وقد تتولد الشوارد الحرة عن طريق هجوم الخلايا المناعية كما تظهر أيضا عندما يتعرض الجسم الكيمياويات سامة معينة.

يوصي بعض الأطباء لمرضي التصلب المنتشر الذين يعالجونهم بتناول مجموعة متنوعة مما تسمي العناصر الغذائية المضادة للأكسدة، التي تعادل الشوارد الحرة بتقديم إلكتروناتها هي قربانا لها، فتحمي بذلك الجزيئات السليمة بالجسد من الأذى، ومن هذه العناصر الغذائية فيتامينا ج، هـ والبيتا كاروتين ومعدن السيلينيوم وقد تتفاوت المقادير الموصي بها تفاوتا كبيراً.

مساعدات علاجية في مرض التصلب المنتشر

• اختبر فيتامين ب۱۲

    لا يوجد برهان علي أن نقص فيتامين ب ۱۲ يسهم في الإصابة بالتصلب المنتشر أو أن تناول ب ۱۲ يفيد في تخفيف حدة الأعراض، ومع ذلك يبدو أن هناك ارتباطات تلوح في الأفق بين هذا العنصر الغذائي، وهو ضروري للغاية للأداء العصبي الأمثل، وبين هذا المرض المدمر.

    فعلي سبيل المثال قد تحاكي أعراض نقص فيتامين ب ۱۲ بعض أعراض التصلب المنتشر مثل التنميل والتحذر الذي يصيب الذراعين والساقين، وفقدان الاتزان والإعياء.

والنقص الحاد في فيتامين ب ۱۲ قد يسبب انهيارا للغلاف «الميليني» وهو ورم يشبه ما يحدث في حالة التصلب المنتشر وهذا هو السبب الذي يجعل العديد من الأطباء يجرون تحاليل الدم نقص ب ۱۲ إذا أصيب شخص ما بأعراض التصلب المنتشر.

وما يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، أن مرضي التصلب المنتشر لديهم حالة تعرف باسم كثرة طفيفة بالخلايا الدموية العملاقة وفي هذه الحالة نجد خلايا دم حمراء حجمها أكبر من الحجم الطبيعي لكنها غير مكتملة النضج تسبح في دمائهم تشبه حالة الأنيميا الخبيثة في مهدها، والأنيميا الخبيثة مرض مرتبط بالنقص الحاد في فيتامين ب ۱۲، إن أغلب تلك الحالات لا تتطور مطلقا إلى حالة الأنيميا الخبيثة بكامل صورتها.

الوقاية من التصلب المنتشر بالغذاء

التغيرات الغذائية ليست هي السبيل الأساسي للعلاج التقليدي للتصلب المنتشر، ورغم ذلك يقول البعض إنه في مقدور التغيرات الغذائية أن تصنع فارقا في مسار العلاج.

• غيّر نوع الدهون: تشير بعض الدلائل إلى أن الحد من تناول الدهون المشبعة وزيادة مقدار ما تتناوله من حمضين دهنيين أساسيين، وهما حمض جامالينولينيك GLA وحمض إيكوسابنتانوبك EPA قد يفيد مرضي التصلب المنتشر.

والأطباء الذين ينصحون بهذا النمط من الغذاء قد يطلبون من مرضي التصلب المنتشر الذي يعالجون خفض مقدار ما يتناولونه من الدهون المشبعة إلى ما يقرب من ۱۰٪ من السعرات عن طريق الابتعاد عن اللحوم الدسمة، والزيد، والمايونيز، واللبن كامل الدسم، والجبن كامل الدسم، حسبما تقول د. إبادز. ومن أجل المحافظة على نسبة الدهون يمثل حوالي ۲۰ إلى ۳۰٪ من السعرات ينصح الأطباء مرضاهم بإضافة مكملات GLA (من زيت زهرة الربيع المسائية أو زيت عشب لسان الثورEPA) (من الأسماء الدهنية) على حد قولها.

جزءًا من GLA إلى أربعة أجزاء من EPA وهي نسبة توجد في منتج Elcopro وهو منتج مصنوع من الأحماض الدهنية الأساسية يحتوي على مصادر شديدة النما لكل من GLA وEPA. .

لقد ظللنا نتابع نتائج المرضي علي مدي 40 عاما، ودون شك تعد الدهون الحيوانية المتهم الأول في التسبب في هذا المرض، لقد أفاد هذا النظام الغذائي أكثر من ۳۰۰۰ مريض بالتصلب المنتشر في جميع أنحاء العالم، وهو يفيد أي شخص في أي مرحلة من مراحل المرض غير أنه يمنع حدوث الإعاقة في ٪۹۰ من المرضي إذا بدا المريض في اتباعه قبل حدوث الإعاقة؟

• تزود بالألياف: لطرد البراز المتجمع والمصاحب للتصلب المنتشر، تناول كل يوم كما وفيرة من الألياف والحبوب الكاملة الفاكهة الخضراوات، البقوليات، تستطيع جميعها أن تساعد في تنظيم التبرز.
• احتس الماء بوفرة: إن تناول كميات وفيرة من المياه يعالج أيضا الإمساك وقد يقي من عدوي المثانة التي قد تصيب كثيرين من المصابين بالتصلب المنتشر (جرب عصير التوت البري Cranberry لمزيد من مقاومة العدوي).
• اكتشف الأطعمة المعادية: لا تزال فكرة أن الحساسية لأطعمة معينة وعدم احتمالها يمكن أن تسهم في ظهور أعراض التصلب المنتشر غير مؤكدة تماما ومع ذلك يؤمن بعض الأطباء بأنه بالنسبة لبعض المرضي هناك أطعمة معينة من الممكن أن تحث على ظهور الأعراض أو تسبب في تفاقمها.

ويستشهد طبيبان هولنديان بما ذكره عديدون من المرضي الذين تفاقمت الأعراض لديهم عقب انغماسهم في أكل الشكولاتة مما يشير إلى أن المواد الكيماوية بداخل الكاكاو والقهوة والكولا قد تكون سامة للخلايا العصبية إذ تناولها المرء بكميات كبيرة (ثبت أن الكميات الكبيرة من الشكولاتة قد تكون سامة لبعض الحيوانات، فعلي سبيل المثال الكلب الذي يلتهم صندوقا من قوالب الشكولاتة قد يصاب باختلاجات عصبية وتقلصات عضلية وضعف بالقلب وفقدان السيطرة على التبرز والتبول، وهي نفس الأعراض المصاحبة لمرض التصلب المنتشر. .

ويذكر تقرير عن إحدى الحالات إن الأناناس الطازج هو سبب الهزال العضلي الذي يصيب السيدات وكذا فقد الإبصار، يرتبط حدوث التصلب المنتشر بدرجة مذهلة بتناول الحليب حسبما ذكرت إحدى الدراسات الاستطلاعية وبرغم أن أغلب الأطباء يرفضون مثل هذه العلاقات المحتملة، فإن العقل والمنطق يشيران إلى أنه لو بدأت أعراضك تتفاقم عقب تناول طعام معين فعليك أن تتجنب تناول طعام معين فعليك أن تتجنب تناول هذا الطعام وتستبعده من قائمة طعامك لمدة لا تقل عن بضعة أسابيع حتی تري ما إذا كنت ستلحظ تحسنا أم لا.