محتويات

مرض الاكتئاب

الاكتئاب ليس هو الحزن أو الإحباط فتلك المشاعر جزء من حياتنا اليومية، الاكتئاب مرض، يمكن السيطرة عليه بالعلاج السليم، وقد يدمر حياتك إذا لم تحصل على العون الذي تحتاجه.

أعراض مرض الإكتئاب:

قد يبدو الاكتئاب في صورة أحزان غير أنه يستمر لفترة أطول وله تأثير أكثر عمقا على حياة المرء إذا كنت مصابا بالأعراض الإكلينيكية للاكتئاب، فإنك تعيش داخل حالة من الحزن وفقدان الأمل تبلغ من الشدة حد استحالة قيامك بأنشطتك الطبيعية، وقد تفقد اهتمامك بالأصدقاء أو بالهوايات، وتنتابك أفكار انتحارية أو تشعر بعقدة ذنب تسيطر عليك لأنك لا تستطيع الخروج منها، وقد يقضي الاكتئاب علي شهيتك أو يجعلك راغبا في الأكل طوال الوقت، إن النوم بصورة تفوق المعتاد أو تقل عنه، وكذا مشاكل التركيز قد تكون أيضا من العلامات التحذيرية.

أسباب مرض الإكتئاب:

قد يصيب الاكتئاب أي شخص، وحسب تقدير الأطباء فإن حوالي 15٪ منا تصيبهم على الأقل نوبة واحدة من الاكتئاب طوال حياتهم تبلغ حدتها درجة تدفعهم لطلب العناية الطبية وفي بعض الأحيان يكون سببه صدمة عاطفية مثل الطلاق أو وفاة شخص محبوب، غير أنه قد يظهر أيضا بدون سبب.

وغالبا ما يظهر الاكتئاب على السطح أثناء الفترات الانتقالية مثل مرحلة المراهقة ومنتصف العمر، والتقاعد، وكبار السن على وجه الخصوص أكثر الناس تعرضا له الهرمونات أيضا تلعب دورا فبعض النساء اللاتي تتناولن حبوب منع الحمل أو علاج الهرمونات التعويضي قد يعانين من الاكتئاب كأثر من آثار الحبوب اللاتي يتناولنها وينبغي عليهن استشارة أطبائهن، كذلك من الشائع الإصابة بالاكتئاب قبل الدورة الشهرية وعقب الولادة.

حالات النقص الغذائي شائعة لدي المكتئبين إذا لم يكن الناس يأكلون طعاما سليما طوال حياتهم، فقد يبدؤون في المعاناة منه في الأربعينات أو الخمسينات وإذا كانوا مبالين نحو الإصابة بالاكتئاب فإنه يبدأ في الظهور تقريبا في نفس السن.

دور الفيتامينات والمعادن في مكافحة الإكتئاب

 (1) إن تناول القدر الصحي من فيتامين ب المركب أمر مهم لأي شخص يرغب في محاصرة شعوره بالاكتئاب وتحجيمه، وبرغم أن مجموعة فيتامين ب المركب تلعب على ما يبدو دورا في حمايتك عاطفيا وبدنيا فإن هناك بعض الأفراد من عائلة فيتامين ب تبدو لهم قدرات أقوي من غيرهم في علاج الاكتئاب.

ومن أعراض نقص الثيامين الشعور بالخوف والقلق، والتخبط، والتغيرات المزاجية وهي جميعها من علامات الاكتئاب.

وهناك فيتامين ب آخر ارتبط بالاكتئاب ألا وهو الفولات (النوع الطبيعي من حمض الفوليك).

وينصح الخبراء بأنه من المهم أيضًا التأكد من حصولك على قدر كاف من ب6، وبعض الباحثين يشير غلي أن فيتامينات ب تكون أكثر فعالية إذا تناولها المرء كمجموعة معاً.

(2) المحافظة علي روح معنوية مرتفعة مع فيتامين ج: إذا عجز طعامك عن إمدادك بكل ما تحتاجه من فيتامين ج، فإن الأطباء يعرفون أن صحتك الذهنية وكذا البدنية قد صارتا مهددتين فإن الاكتئاب هو أحد الأعراض المؤكدة لمرض الإسقربوط وهو مرض ناجم عن نقص حاد في فيتامين ج وفيتامين ج مهم لتقوية جهاز المناعة.

الوقاية من الإكتئاب بالغذاء

عندما يتعلق الأمر بعلاج الاكتئاب، لا تمثل حينئذ العناصر الغذائية سوي جزء فقط من القصة فبعض الخبرات يعربون عن شعورهم بأن ما تأكله وتشربه يلعب أيضاً دوراً مهماً، وإليك بعض النصائح.

  • خفض السكر، حتى لو كانت قطعة الحلوى ستعدل من مزاجك فإن اعتدال المزاج هذا لا يدوم فبعض الناس يلاحظون تأثيرا ارتداديا ويشعرون ببعض الإرهاق بعد ساعة أو أكثر من تناول أطعمة حلوة، و يكون هذا الانهيار ملحوظ بوجه خاص لدي المصابين بالاكتئاب، وحسب التقديرات فإن حتى ۳۰٪ من المرضى المصابين بالاكتئاب يظهرون بعض الحساسية تجاه الكسر ويقول د. کرسیتنسن لكي تعرف ما إذا كان السكر يسهم في حالة الاكتئاب التي تعاني منها أم لا عليك بخفض مقدار ما تناوله من حلوي وما تضيفه من سكر إلي غذائك لمدة بضعة أسابيع كما يضيف أن مواد التحلية التخليقية لا بأس بها.

وإذا كانت فكرة عدم تناولك لقطعة أخري من حلواك المفضلة قد تسهم في مزيد من الاكتئاب فلا تبتئس ففي حين أن قلة من الناس يتسمون بالحساسية المفرطة تجاه السكر بحيث إنهم ينبغي ألا يناولوه على الإطلاق، فإن هناك آخرين يمكنهم احتماله بقدر أكثر قليلا حسبما يذكر د. کریستنس فعليك أن تزيد بالتدريج من مقدار ما تتناوله من حلوي في طعامك حتى تعرف المقدار الذي يمكنك أن تحتمله منه.

  • تجنب صدمة الكافيين، توضح الدراسات أن المصابين بالاكتئاب ممن يعتمدون على الكافيين لم يتمكنوا من مواصلة يومهم قد يمهدون لمزيد من السقوط في هاوية الاكتئاب، فيجب استبعاد القهوة والشاي والكولا والشكولاتة وكذا مسكنات الآلام التي تحتوي علي الكافيين فالمكتئبون الذين يعانون من حساسية للكافيين يلحظون تحسنا بصفة عامة بعد توقفهم عن تناول المواد المحتوية علي کافين لما يقرب من أربعة أيام.

ويضيف أنه إذا وجدت أنك تعاني من حساسية للكافيين فإن الأمر ليس مفاضلة بين الأبيض ولا الأسود فعلي حد قوله: «هناك بعض الناس يستطيعون احتمال فنجان واحد من الشاي في اليوم، ولكن ليس أكثر من ذلك، فالناس في حاجة لأن يجربوا حتى يعرفوا حدودهم».

  • اتجه لخفض الدهون، تشير بعض الأبحاث إلي أنه بجانب تحسين صحتك بصفة عامة، فإن الغذاء قليل الدسم قد يساعد في استقرار حالتك المزاجية ففي دراسة امتدت لخمس سنوات أجريت في جامعة ولاية نيويورك بستوني بروك اتبع ۳۰۰ رجل وامرأة نظاما غذائيا لا تمثل الدهون فيه سوي من ۲۰ إلي ۳۰٪ من إجمالي سعرات ولم يكتف هذا النظام بخفض نسبة الكوليسترول لديهم ولكن المشاركين تمتعوا بقدر أقل من الاكتئاب وروح العداء عقب اتباع نظام غذائي أقل دسامة.

ومسألة تخفيض الدهون في طعامك ليست بالمسألة المعقدة عليك بتجنب الأطعمة المقبلة (المخللات)، والتحول نحو قطع اللحم الخالية من الشحوم وإزالة جلد الدجاج، استبدل بالحليب كامل الدسم آخر تكون نسبة الدسم به ٪۱ فقط أو لبن رايب، واختر أنواع الجبن والزبادي قليلة الدسم أو الخالية من الدسم وإذا بذلت جهدا في تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة، فإنك بذلك تكون أكثر ابتعادا عن الدسامة والشحوم.