الذكاء العاطفي والوعي الذاتي:
هل سبق أن قابلت زميلاً لك في العمل مقرباً إليك، يفهم ما مررت به في اليوم وما يجول بخاطرك من دون أن ينطق بكلمة واحدة؟ يعرف أنك لا بد قد خرجت للتو من اجتماع أصابك بالضجر لأنه يستطيع أن "يرى ذلك" في كل قسمات وجهك.
يدرك أنه يجب أن يدعك وشأنك في وقت ما. بدلاً من أن يطلب منك القيام بأمر يدور بخلده. ولا بد أن يكون قد توصل لذلك عبر دلالة ما.
أو ماذا عن النادل الذي يبدو كما لو كان "يعرف بالتحديد" ما يحتاج إليه الزبائن: فزوج وزوجته يهيمان في عالمهما الخاص ويفضلان البقاء وحدهما؛ وزوج وزوجة آخران يرحبان ببعض الحديث المفعم بالحيوية مع شخص جديد، بينما زبون آخر يرغب في خدمة تتسم بالمهنية والأدب بلا أي حديث.
كل شخص يجلس على طاولة ليأكل ويشرب ويتم خدمته، لكن لا يزال الجزء الأكبر من الأمر مستتراً مما يعطي لكل طاولة طابعها الفريد. كيف يمكنه أن يقدّر كل هؤلاء الزبائن سريعاً، ويدرك ما يحتاجون إليه؟
يتسم كل من زميل العمل والنادل بحدة البصيرة وترتفع مستويات الوعي الاجتماعي لديهما، وهي مهارة يعتمدان عليها لإدراك وفهم الحالات المزاجية لأشخاص آخرين ومجموعات من البشر بأكملها.
وعلى الرغم من إتقان كلا الشخصين لهذه المهارة، فمن المحتمل أن هذا الإتقان جاء نتيجة تعلم وممارسة استمرت على مدار فترة من الوقت.
الوعي الإجتماعي:
إن الوعي الاجتماعي هو النظر إلى الخارج للتعلم من الآخرين وتقديرهم، بدلاً من النظر إلى الداخل وإدراك وفهم ذاتك.
ويعتمد الوعي الاجتماعي على قدرتك على ملاحظة وفهم مشاعر الآخرين. إن تآلفك مع مشاعر الآخرين أثناء تعاملك معهم سوف يساعدك على الوصول لرؤية أكثر دقة لما يحيط بك من أمور، مما يؤثر على كل شيء من العلاقات حتى الأمور المالية.
ولكي تبني مهارات الوعي الاجتماعي لديك، ستجد نفسك تراقب الناس في كل أنماط المواقف. فقد تراقب شخصاً ما عن بعد بينما تقف في انتظار حقائبك في المطار، أو قد تكون في خضم محادثة وتراقب الشخص الذي تتحدث إليه.
سوف تتعلم أن تدرك لغة الجسد وتعبيرات الوجه ووضعية الجلوس ونبرة الصوت وحتى ما هو مخفي تحت السطح كالمشاعر والأفكار الكامنة.
وأحد الأمور الجاذبة للانتباه فيما يتعلق بإعداد حس عالٍ من الوعي الاجتماعي هو ما اتضح من أن المشاعر وتعبيرات الوجه ولغة الجسد تتطابق عبر الثقافات المختلفة، ومن ثم يمكنك استخدام هذه المهارات أينما كنت.
زيادة الوعي الإجتماعي:
يجب أن يكون المنظار الذي ترى به الأمور واضحاً. وأولى خطوات زيادة الوعي الاجتماعي هي التأكد من القدرة على الحضور وتوجيه اهتمامك كاملاً إلى الآخرين. فالنظر إلى الخارج لا يتوقف على استخدام عينيك؛ بل يعني الاعتماد على جميع حواسك. كما لا يمكنك استخدام حواسك الخمس الأساسية بشكل كامل فحسب، حيث يمكنك أن تشمل ايضاً القدر الواسع من المعلومات الواردة إلى عقلك عبر حاستك السادسة؛ المشاعر.
حيث تساعدك مشاعرك على ملاحظة وفهم ما يبثه إليك الآخرون من تلميحات. وبدورها تفيدك هذه التلميحات في وضع نفسك مكان هذا الشخص وفهم الأمور من منظاره.
فيما يلي 17 استراتيجية في هذا الجزء سوف تساعدك على التعامل مع ما تلاقيه في طريقك من عوائق، كما أن هذه الاستراتيجيات ستمدك بطوق النجاة إذا ما أن صارت الأمور صعبة. ليس بوسع الإنسان أن ينتبه إلى الكثير من الأمور في نفس الوقت، لذلك من المهم أن تلتقط الإشارات الصحيحة. وسوف تساعدك استراتيجيات الوعي الاجتماعي المثبتة الواردة هنا على القيام بذلك.
نقاط استراتيجيات الذكاء الاجتماعي :
- حيي الناس بأسمائهم.
- راقب لغة الجسد.
- اختر التوقيت الصحيح.
- جهَز سؤالاً في حافظة الجيب.
- لا تدوّن ملاحظات في الاجتماعات.
- خطط مقدماً للقاءات الاجتماعية.
- تخلص من الركام.
- عش اللحظة.
- اخرج في جولة لمدة 15 دقيقة.
- شاهد الذكاء العاطفي في الأفلام.
- مارس فن الإنصات.
- راقب الناس من حولك.
- افهم قواعد لعبة الثقافة.
- تحقق من الدقة.
- ضع نفسك مكانهم.
- انظر للصورة بأكملها.
- التقط المزاج العام للمكان.