لقد بدأ شيلا طريقها المهني كمستشارة مالية متخصصة في الرعاية الصحية في شركة استشارية متعددة الجنسيات. لقد استغرق الأمر سنوات قليلة من إبهار العملاء وجمع التقييم الإيجابي من الإدارة العليا قبل أن تختطفها شركتها الحالية في نهاية الأمر؛ وهي شركة رعاية صحية إقليمية كبيرة في الوسط الغربي. وهي لا تزال في الثلاثينيات من العمر، أصبحت شيلا في وظيفة مدير عام مساعد، وتسير في الطريق السريع لتحصل على منصب مدير.

يتفق رؤساء شيلا السابقون والحاليون بالإجماع أن شيلا "ذكية" مع ذلك هناك شيء آخر، شيء لا يستطيعون التوصل إليه. خلال عمل شيلا كمستشارة، وبعد مشاهدتها وهي تخفف من المواقف الانفعالية مع زبائنها مرارا وتكرارا، لخص مديرها السابق سر نجاحها في قوله: إنها "تفهم الناس".

في عام 2003، وجدنا تناقضات صارخة بين مهارات الذكاء العاطفي عند الرجال وتلك التي وجدناها عند سيدات مثل شيلا.

تتفوق النساء على الرجال في إدارة الذات، والوعي الاجتماعي، وإدارة العلاقة. في الواقع، الوعي الذاتي هو المهارة الوحيدة للذكاء العاطفي التي يتساوى فيها الرجال مع النساء.

لقد تغير الزمن، وكذلك الرجال.

كما تظهر الرسومات البيانية، فما زال الرجال والنساء متساوين في قدرتهم على إدراك مشاعرهم الخاصة. تماما مثل عام 2003، لكن الرجال انشغلوا بقدرتهم على إدارة مشاعرهم الخاصة.

لم يحرز هذا التغيير شيئا أكثر من تحويل المعايير الاجتماعية.

هذا التطور في العادات الثقافية يفيد الرجال. الرجال الآن يشعرون بالتشجيع ليعطوا مشاعرهم المزيد من التفكير، وهذا يقطع شوطا طويلا نحو التفكير الواضح. مما لا يثير الدهشة، أننا وجدنا 70% من القادة الذكور المصنفين ضمن أفضل 15% من الماهرين في صنع القرارات يسجلون أيضا أفضل النتائج في مهارات الذكاء العاطفي.

في المقابل، لم يكن أي قائد ذكر يتمتع بنسبة منخفضة من الذكاء العاطفي ضمن أمهر صناع القرارات. على الرغم من أن هذا يبدو غير متوقع، فقد تبين أن الانتباه لمشاعرك هو أفضل طريقة منطقية لاتخاذ القرارات السليمة. وهكذا بدلا من الشعور بأن الوقت المنصرم في مخاطبة القلق والإحباط هو علامة على الضعف بطريقة ما، فإن الرجال الآن يشعرون بالحرية ليحكموا قبضتهم بقوة على مشاعرهم تحت اسم الرأي السليم.

وحيد على القمة   

بالنظر إلى كمية المواد المطبوعة عن الذكاء العاطفي، ستعتقد أن المديرين التنفيذيين للشركات بارعون فيه جدا. وكما كشفنا في مقال Heartless Bosses، المنشور في دورية Harvard Business Review، فإن أبحاثهم تظهر أن الرسالة لم تصل بعد.

لقد قمنا بقياس حاصل الذكاء العاطفي عند نصف مليون من كبار التنفيذيين (من ضمنهم 1000 رئيس تنفيذي) من المديرين، والموظفين عبر مختلف الصناعات في ست قارات. تتزايد النتائج مع الألقاب، من أسفل السلم الوظيفي مرتفعا حتي الإدارة الوسطي. لقد تميز المديرون المتوسطون، بحصولهم على أعلي النتائج للذكاء العاطفي ضمن القوة العاملة.

لكن عندما نصل لما يعلو الإدارة الوسطى، نجد نوعة للهبوط الحاد في نتائج الذكاء العاطفي. بالنسبة للمديرين ومن يعلونهم في الألقاب، تنحدر النتائج بشكل أسرع من الشخص الذي يتزلج على الماس الأسود. الرؤساء التنفيذيون- في المتوسط- يحصلون على أقل نتائج للذكاء العاطفي في أماكن العمل.

إن مهمة القائد الأساسية هي أن ينهي العمل من خلال الأشخاص. ربما تعتقد أنه كلما ارتفعت مكانة الشخص، ارتفعت مهاراته. يبدو أن العكس هو الصحيح. إن معظم القادة يحصلون على الترقية بسبب خبرتهم أو الفترة التي عملوا خلالها، بدلا من مهارتهم في توجيه الآخرين. بمجرد أن يصلوا إلى القمة، يمضون وقتا أقل في التفاعل مع موظفيهم. مه ذلك نجد أنه من ضمن التنفيذيين، يكون الذين حصلوا على أعلى نتائج للذكاء العاطفي هم الأفضل أداء.

لقد وجدنا أن مهارات الذكاء العاطفي أكثر أهمية للأداء الوظيفي من أي مهارة قيادية أخرى. نفس الأمر صحيح بالنسبة لأي لقب وظيفي: الأشخاص الذين يحصلون على نتائج أعلى للذكاء العاطفي يتفوقون في الأداء على نظرائهم.