لم يولد أحد منا وفي حوزته بلورة سحرية تتنبأ بالمستقبل، ونظراً لأنك لا تستطيع أن تستطلع كل ما سوف تلاقيه من تغيرات وعقبات في حياتك، فإن السبيل الذي تسلكه لتمر بتلك التغيرات بأمان هو أن تضبط منظورك قبل أن تقع التغيرات.
وتكمن الفكرة هنا في الاستعداد للتغير.
إن ذلك ليس بلعبة تخمين تختبر فيها دقتك في توقع الأمور المقبلة، بل يجب عليك التفكير في عواقب التغيرات المحتملة، ومن ثم لا تقع ضحية عدم الاستعداد عندما تحدث تلك التغيرات.
إن أولى الخطوات نحو ذلك هي أت تقر لنفسك بأنه – حتى – أكثر أوجه الحياة استقراراً وأماناً، ليست تحت سيطرتك بشكل كامل. فالناس تتغير، والأعمال تتناوب ما بين سيل وجفاف.
والأمور لا تبقى على نفس الحال لفترة طويلة، وعندما تعطي لنفسك الفرصة لتتوقع التغير، وتدرك خياراتك إذا وقعت التغيرات، فأنت تقي نفسك من الوقوع فريسةً لمشاعر كالصدمة والمفاجأة والخوف والإحباط عندما تقع التغيرات بالفعل.
وبينما لا تزال عرضةً للإصابة بتلك المشاعر السلبية، فإن تقبلك لحقيقة أن التغير أمر حتمي في الحياة – يمكّنك من التركيز والتفكير بعقلانية، مما يصل بك إلى أفضل النتائج في موقف غير محتمل أو مرغوب فيه أو حتى متوقَّع.
إن أفضل الطرق لتنفيذ هذه الاستراتيجية بشكل تام هي تخصيص فترة زمنية بسيطة – سواء كانت كل أسبوع أو كل أسبوعين – لتعد قائمة بأهم التغيرات محتملة الوقوع. وهي التغيرات التي سوف ترغب في الاستعداد لها.
اترك مساحة كافية أسفل كل تغيير في القائمة لتكتب كل الإجراءات المحتمل القيام بها حال وقوع التغير، ثم دوِّن أسفل ذلك أفكاراً يمكنك القيام بها الآن لتكون مستعداً لذلك التغير.
ما المؤشرات التي يمكنك ترقبها والتي تشي بقرب وقوع التغير؟ هل هناك أي أمر يمكنك القيام به للاستعداد وتخفيف حدة الموقف حينما ترى هذه المؤشرات؟
وحتى إذا لم تتحقق التغيرات الواردة بقائمتك، فإن توقع التغيرات ومعرفة ما ينبغي لك فعله في الاستجابة لها فحسب أمر يجعلك شخصاً أكثر مرونةً وتقبلاً على وجه العموم.