إن الفوائد التي تعود على البدن من التدريب واضحة جلية، وهناك على الدوام شخص ما – طبيب أو صديق أو مقالة ما – يوصينا بضرورة ممارسة تلك التمارين.
إلا أن أكثر ما يغفل الناس عن ملاحظته هو مدى أهمية التمارين وأنشطة الاسترخاء والشحن الأخرى للعقل. إذا أردت أن تصير كفئاً في إدارة الذات، تحتاج لأن تتيح لعقلك فرصة قتالية، وعلى نحو مفاجئ، يتوفر الكثير من ذلك في ما تتبعه من سبل للتعامل مع جسمك.
عندما تخصص فترة من يومك لتساعد على تدفق الدم وتحافظ على صحة جسدك، فإن ذلك يتيح لعقلك قسطاً مهماً من الراحة، وهي أكثر فترات الراحة والشحن أهمية لعقلك بخلاف النوم.
وبينما يعد النشاط البدني المكثف أمراً مثالياً، فهناك المزيد من الأنشطة التي قد يكون لها أثر كبير على عقلك. إن اليوجا أو التدليك أو رعاية الحديقة أو التجول في المتنزهات جميعها أساليب للاسترخاء تتيح لعقلك متنفساً.
وتلك الأنشطة – مع أنها ليست على نفس الدرجة من قوة التمارين – تفرز مواد كيميائية في عقلك مثل السيروتونين والإندروفين، وهي مواد تعمل على شحذ الذهن وتحافظ عليه في حالة من السعادة واليقظة.
كما أن تلك الأنشطة تتعامل مع مواضع معينة من عقلك وتقويها، وهي المواضع المسئولة عن حسن اتخاذ القرار والتخطيط والترتيب والتفكير المنطقي.
إن أكبر ما نواجهه من تحديات في تنفيذ هذه الاستراتيجية هو الحصول على الوقت لحشد تلك الأنشطة في يوم واحد. فهي تبدو كما لو كانت تتعارض مع قائمة أولوياتنا، إذ إن العمل والأسرة والأصدقاء أمور تشغل أيامنا بالكامل.
وإذا أعطيت موضوع شَحذَ ذهنكَ الأهمية التي يستحقها – فهو نشاط صيانة يمثل لعقلك شأناً مهماً على نفس قدر أهمية غسل الأسنان بالفرشاة بالنسبة للأسنان – يصير أمر تحديد موعد له في جدولك الزمني في بداية الأسبوع أمراً يسيراً.
وإذا أردت أن تحسن مهاراتك في إدارة الذات، فابذل الجهد في تنفيذ هذه الاستراتيجية المجدية.