فكْر في إحدى المرات السابقة عندما كنت تتبني موقع الدفاع في محادثة ما. كنت هنالك تشهر سيفك بكل قوة وتتأبط درعك، مستعداً للنزال.
لعل شخصاً ما قد انتقدك في هذا الموقف، أو لم يتفق معك أحد الزملاء بشكل تام، أو لربما تساءل شخص ما عن دوافعك. وعلى الرغم من غرابة الموقف كما يبدو، إلا أنك في مثل تلك اللحظات تفقد فرصة ثمينة للتعلم من الآخرين.
فالاقتراب من كل شخص تلاقيه كما لو كان لديه شيء قيم يعلمك إياه (شيء سوف تستفيد منه) هو أفضل الطرق لتحتفظ بمرونتك، وتفتح أفقك، وتصير أقل عرضةُ للضغط.
ويمكنك أن تتصرف على هذا النحو إلى حد ما في كل ما تلاقيه من مواقف في حياتك. لنفترض أنك كنت تقود سيارتك في طرقك إلى العمل، وقام شخص ما بقطع الطريق عليك بسيارته، وانحرف بزاوية ليسير في اتجاه آخر، فحتى ذلك الأحمق قد يعلمك أمراً ما.
ربما تحتاج لتعلم التحلي بالمزيد من الصبر تجاه الأشخاص المزعجين، أو لعلك تشعر بالامتنان أنك لست على هذا القدر من العجلة. فمن الصعب أن تغضب أو تتوتر أو تتخذ موقفاً دفاعياً عندما تتعلم شيئاً ما من طرف آخر.
في المرة المقبلة التي تجد نفسك فيها على غير استعداد في الجبهة الدفاعية، استغل تلك الفرصة لتتعلم شيئاً ما.
وسواء كنت تتعلم من تقييمات الآخرين أو من سلوكياتهم، فإن الاحتفاظ بتلك الرؤية هو السبيل لتحافظ على ضبط النفس.