عندما تطفو المشكلات على السطح، ينشغل عقلك بالتفكير على الدوام، وينشغل كذلك في تخزين وتحليل المعلومات باستمرار من أجل تحديد أفضل سلسلة من الإجراءات.

أما المشكلة فتكمن في أن عقلك يتعامل مع المعلومات التي تغذيه بها فحسب؛ أي ما رأيته سابقاً وما يحدث حالياً. وطريقة تركيب عقولنا تسهل للغاية من عملية الالتزام بتسلسل واحد من الأفكار. وما إن تترك الأمر ليتم بهذه الصورة، حتى تعمل بذلك على تضييق أفق خياراتك بشكل كبير.

تحدث إلى شخص ليس طرفا في مشكلتك العاطفية

وليس هناك عجب من أن التحدث إلى شخص ما – عندما تشعر بالاضطراب أو الانفعال في موقف ما – أمر يبعث في نفسك الراحة. فالتحدث إلى شخص يهتم لمشاعرك ليس أمراً مفيداً فحسب، لكن الرؤى الجديدة تفتح أمامك المزيد من الآفاق لتستكشفها بنفسك.

وعندما تواجه موقفاً عصيباً، ابحث عن شخص ما تثق به وتشعر بالراحة معه، على ألا يكون قد تأثر بالموقف عاطفياً. اعتبر هذا الشخص بمثابة المعلم الحكيم الذي ينصت لما مررت به وتفكر فيه وتشعر به تجاه الموقف الشائك، فوجهة نظره الفريدة سوف تساعدك على رؤية الأشياء على نحو مختلف، وتتيح أمامك المزيد من الخيارات.

احرص على اختيار الطرف الثالث بحكمة، وينبغي ألا يكون لهذا الشخص أي فائدة في الموقف. وكلما كان لمستشاريك شأن شخصي في الموقف، كانت آراؤهم أكثر تأثراً بحاجاتهم ومشاعرهم. فآراء الآخرين التي تتأثر بموقفك بشكل مباشر لن تؤدي إلا إلى إفساد الموقف، وعليه، فينبغي تجنبها مهما كان الثمن. وينبغي لك أيضاً أن تتجنب شخصاً تعرف أنه – بمنتهى البساطة – يوافقك في الرأي، فعلى الرغم من أن ما يقدمه من دعم يبدو أمراً محبباً، إلا أن ذلك يعوقك عن إدراك الصورة كاملةً.

الجلوس مع شخص يعارض وجهة نظرك تماماً، فقد يضايقك مؤقتاً، لكن سيتيح لك فرصة أفضل في رؤية الأمور من وجهة نظر مختلفة.