أهمية فيتامين هـ للجسم :
يلعب فيتامين هـ دوراً حيوياً في الوقاية من الأمراض المرتبطة بتقدم العمر مثل أمراض القلب والسرطان، بالإضافة إلى قيامه بأدوار أخرى هامة في الجسم.
تشير الدارسات إلى أنه يمكن لفيتامين هـ أن يؤخر من عملية الشيخوخة ويقي من الشيخوخة المبكرة من خلال وحيويتها، وبالتالي يحافظ على حيوية أعضاء الجسم، فالخلايا البشرية التي تتوفر لها كميات وافرة من فيتامين هـ تتكاثر بمعدل أسرع وتعين لفترة أطول من غيرها من الخلايا، وتستفيد كل أنسجة الجسم من فيتامين هـ حيث يتم اختزانه غالبا في العضلات والأنسجة الدهنية، كما انه يتواجد بتركيزات عالية في الغدتين النخامية والكظرية والخصيتين.
ويعتبر دور فيتامين هـ كمضاد فعال للأكسدة هو أهم فوائده على الإطلاق لأنه بهذه الخاصية يحمي الجسم من أمراض فتاكة مثل السرطان، ولقد ظهرت العديد من الدلائل التي تؤكد دور فيتامين هـ كمضاد فعال للأكسدة سواء بمفرده أو بالاشتراك مع معدن السيلينيوم، ومن أهم خصائص فيتامين هـ المتميزة كمضاد فعال للأكسدة قدرته على حماية فيتامينات (أ)، و (ج) من الأكسدة، وبالتالي الحفاظ على فاعليتها، هذا بالإضافة إلى أن فيتامين هـ يساعد على زيادة نسبة إنزيم (superoxide dismutase) في الجسم، والذي يعمل أيضا على القضاء على الشقوق الحرة المؤكسدة، كما يمكن أن يقوم فيتامين هـ بمنع التلف الحادث في المواد الدهنية التي تنتج عن هذا التأكسد أو «التزنج، كما يساعد فيتامين هـ كمضاد للأكسدة على وقاية الجسم من بعض السموم الضارة مثل الزئبق، ورباعي كلوريد الكربون، والبنزين، والأوزون، وأكسيد النيتروز، وغيرها من المواد السامة والمسرطنة، كما تبين قدرة فيتامين هـ على حماية الجسم من أضرار مادة «النيتروزامين» التي تتكون من أملاح النترات والنيتريت في اللحوم المصنعة المجففة، وفي دخان السجائر، والهواء الملوث.
أظهرت العديد من الدارسات دور فيتامين هـ في الوقاية من أمراض السرطان، خاصة سرطان الرئة، وسرطان المريء، وسرطان القولون، وسرطان المستقيم، كما يمكن أن يساعد فيتامين هـ في الوقاية من سرطان الرحم والثدي، كما تشير الدراسات إلى دور فيتامين هـ فقد أوضحت العديد من الدراسات دور فيتامين هم في المساعدة على تقليل نسبة الإصابة بأورام الثدي اللينة الحميدة عند السيدات.
كما أنه يؤدي إلى الإسراع بالاستجابة للعقاقير العلاجية المستخدمة مع هذه الأورام، كما يساعد فيتامين هـ على التخفيف من حدة الأعراض المرتبطة بالخلل الهرموني في فترة ما قبل الحيض، كما أن فيتامين هـ يفيد في علاج النزيف الناتج عن استخدام اللولب عند بعض النساء، وهو يعطي نتائج ممتازة عند استخدامه لتقليل أعراض احمرار الوجه عند النساء في سن اليأس.
حيث أظهرت الدراسات أن فيتامين هـ يزيد من تدفق الدم حتى الأطراف، بالإضافة إلى تحقيقه لنتائج إيجابية في علاج أمراض الدورة الدموية مثل الذبحة الصدرية، وتصلب الشرايين والتهاب الوريد مع تجلط الدم، وأثبتت بعض الدراسات الدهنية عالية الكثافة (الكولسترول النافع) لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض نسبته في أجسامهم.
حيث أن فيتامين هـ يمكن أن يساعد على التئام الجروح وتقليل تكون الندبات الناتجة عنها، ويصف بعض الأطباء فيتامين هـ ومستحضراته لتناوله عن طريق الفم لتقليل مخاطر تکوین ندبات داخلية في عمليات زراعة الثدي للنساء اللاتي أجريت لهن جراحة استئصال الثدي مما يؤدى إلى حمايتهن من تصلب خلايا الثدي المزروع في حالة آخرون لنفس الغرض في صورة دهان موضعي للزيوت المستخرجة من كبسولات على موضع الجرح بعد تكوين القشرة عليه للإسراع من التئامه وتقليل الندبات.
حيث اتضح أن تناول جرعات كبيرة من فيتامين هـ يقوي جهاز المناعة ويرفع من قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، وقد أظهرت دراستان تم إجراؤهما على مرضى الجهاز المناعي ممن يعانون من مرض الذئبة الحمراء أن تناول جرعات علاجية من فيتامين هـ يؤدي إلى نتائج إيجابية، كما أنه يفيد أيضا في علاج حالات التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو أحد أمراض المناعة أيضا.
حيث يعتبر فيتامين هـ ضرورياً أيضاً لقيام الجهاز العصبي بوظائفه على أكمل وجه، وقد تبين مثلاً أن الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين هـ يصابون بأمراض عضلية متقدمة، وبعد تناولهم فيتامين هـ تحسنت هذه الأعراض المرضية (والتي كان من بينها صعوبة المشي، والوقوع المتكرر، والانعكاسات العصبية غير الطبيعية)، وقد أوضحت الدراسات نتائج جيدة التأثير تناول جرعات من فيتامين هـ في إبطاء تطور الأمراض العصبية، وفي علاج مرض شلل الرعاش.
وغيره من الفيتامينات فيمكن علاجها، وتتمثل أهم أعراض الإفراط في تناول فيتامين (د) في: (الغثيان، فقدان الشهية، الصداع، الإسهال، والإعياء، وعدم الراحة).
تظهر الأبحاث المتواصلة فوائد جديدة لاستخدام فيتامين هست كمکمل غذائي، فقد ثبت مثلا أنه يقلل من الحاجة للأنسولين عند مرضى السكر من خلال تحسينه لوظيفة الأنسولين وتقليل ضغط الأكسدة الذي يؤدي إلى كثير من الأعراض الجانبية لمرضى السكر، كما يعمل فيتامين هـ بجانب فيتامين ج، والبيتاكاورتين على الوقاية من مرض المياه الزرقاء على العين.
أعراض نقص فيتامين هـاء :
تشمل الأعراض التقليدية لنقص فيتامين هم: (الأنيميا الناتجة عن الشيخوخة المبكرة للخلايا وموت خلايا الدم الحمراء، والاضطرابات العصبية مثل: صعوبة المشي، بالإضافة إلى ضعف الشعيرات الدموية، وغالبا ما تظهر هذه الأعراض عند حدوث سوء امتصاص للدهون عند الأطفال غير مكتملي النمو أو عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض في الشبكية بالعين يمكن أن تؤدي إلى إصابتهم بالعمى).
الوقاية من الأعراض المرضية لنقص فيتامين ه :
يمكن الوقاية من الأعراض المرضية لنقص فيتامين ه بتناول الكمية القياسية
اليومية من فيتامين ه التي تعادل حوالي 30 وحدة دولية.
المصادر الغذائية لفيتامين ه :
يتوفر فيتامين هـ بكثرة في الدهون الموجودة بالخضروات، وكذا في الزيوت النباتية الطبيعية الغنية بالدهون غير المشبعة، وغير المعالجة صناعيا، والتي تتواجد بتركيزات عالية في زيوت بذرة القطن، وفول الصويا، والعصفر، وحبوب القمح، كما يتوافر فيتامين هـ بنسب أقل في بعض الحبوب والخضروات الورقية الداكنة، وفي المكسرات والبقوليات، كما يوجد فيتامين هـ بنسب بسيطة في اللحوم ومنتجات الألبان، ومن بين مصادر فيتامين هـ يجب تجنب الزيوت النباتية المعالجة صناعية نظراً لأن هذه المعالجة الصناعية المتكررة لا تبقى إلا على قدر ضئيل من فيتامين هـ فيها فضلاً عن تعويض من يتناولها لخطورة الإصابة بالسرطان.
تأثير عمليات الطهي على فيتامين هـ:
تؤثر عمليات طهي الطعام وطرق حفظه على فيتامين هـ، حيث تؤدي إلى فقد كمية كبيرة منه حيث يفسد الفيتامين عند تعرضه للحرارة والضوء والهواء والتجميد والمحاليل القلوية، وعلى سبيل المثال يؤدي إلى طحن الحبوب إلى فقد حوالي 80% من نسبة فيتامين هـ الموجودة بها، وكما أشرنا سابقا فإن المعالجة الصناعية للزيوت النباتية تؤدي إلى ضآلة محتواها من فيتامين هـ.
مكونات فيتامين هـ:
يتكون فيتامين هـ من 8 مواد أكثرها فاعلية هي: (الفا وبيتا وجاما ودلتا توكوفيرول)، كما أنها تنقسم إلى أنواع طبيعية وأخرى صناعية، ويتركب فيتامين هـ الطبيعي من (دی الفا توكوفيرول)، وتحتوي التركيبة الصناعية من فيتامين هـ على كمية صغيرة من فيتامين هـ الطبيعي، وبالطبع فإن الامتصاص والأكثر فاعلية، وقد أتضح من خلال الأبحاث أن التركيبة الصناعية من فيتامين هـ ينتج عنها ما يعادل 1/8 : 1/2 كمية فيتامين هـ الفعال فقط مقارنة بالتركيبة الطبيعية.
الكميات المناسبة اليومية من فيتامين هـ:
الكمية المناسبة اليومية من فيتامين هـ، والتي يلزم تناولها لتحقيق حالة صحية جيدة تترواح بين (1200:400) وحد دولية، حيث تتفاوت نسبة الكميات اليومية المناسبة للحالات المرضية المختلفة كما يتضح من الجدول الآتي:
- حالات الشيخوخة المبكرة : تحتاج 400-800 وحدة دولية
- للوقاية من السرطان : 400-800 وحدة دولية
- الوقاية من أمراض القلب : 400-800 وحدة دولية
- التئام الجروح : 400-800 وحدة دولية
- ضعف الدورة الدموية: 600-1200 وحدة دولية
- الوقاية من النزيف المصاحب لاستخدام اللولب 100-400 وحدة دولية
- خلل الهرمونات في فترة ما قبل الحيض: 400-1200 وحدة دولية
- النزيف المصاحب لسن اليأس: 400-1200 وحدة دولية
- الأورام الليفية في الثدي: 400-1200 وحدة دولية
- علاج مرض السكر: 800-1200 وحدة دولية
خطورة الجرعات الزائدة من فيتامين (هـ):
- يجب الحذر من تنال جرعات كبيرة من فيتامين هـ إذا كنت تعاني من حالات مرضية معينة حيث يجب استشارة الطبيب، كما يجب الحذر في حالة المعاناة من ارتفاع ضغط الدم، حيث يجب تعاطى جرعات كبيرة من فيتامين هـ تفوق 400 وحدة دولية، ويجب مراجعة الطبيب المتخصص، ولذا يجب البدء دائما بتناول جرعات صغيرة من الفيتامين تعادل حوالي ۲۰۰ وحدة دولية، ثم زيادة الجرعة تدريجية.
- كما يجب عدم تناول جرعات كبيرة من فيتامين هـ (تزيد عن 400وحدة) في حالة أية عقاقير تزيد من سيولة الدم.
- كما يجب عدم تجاوز الجرعة بأي حال من الأحوال للحد الأقصى وهو (۱۲۰۰ وحدة دولية)، حيث أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى درجة من السمية وتأثيرات جانبية ضارة تشمل: (الغثيان، والصداع، والإسهال، وتسارع ضربات القلب، والإغماء).