يقضي عملاء المباحث الفيدرالية الأمريكية الشق الأكبر من وقتهم في محاولة اكتشاف إذا ما كان المشتبه فيهم يكذبون أم لا. فيدرسون لغة الجسد وتغير نبرات الصوت والتواصل بالنظر، وأكبر الدلائل على كذب شخص ما هو عدم التزامن، عندما لا تنطبق لغة الجسد مع المشاعر التي يتم التعبير عنها.
يعد التزامن أداة مهمة للأكفاء في إدارة الذات، فعندما تقوم بخير عمل في إدارة المشاعر، تتوافق لغة جسدك مع الطابع الشعوري تجاه الموقف. بينما إذا لم تستطع التحكم في لغة جسدك، فتلك إشارة واضحة لطغيان المشاعر عليك.
هبط الطيار تشيلسي "سالي" سالنبرجر بالطائرة التجارية هبوطاً اضطرارياً بأمان في نهر هدسون بنيويورك في 2009، بعد ان كان تحطُم الطائرة أمراً وشيكاً، وأنقذ كل من كان على متن الطائرة، وذلك بأن تأكد من أن الاصطدام بالماء تم بزاوية معينة وسرعة محددة حتى يتجنب تحطم الطائرة عند الارتطام. ولكي يقوم بتلك المهمة، قام ذلك الطيار بكتم صوت نواقيس الخطر التي كانت تدق في رأسه، وتخلص مما يشعر به من خوف. وملك زمام الأمور بصرف انتباهه عن الخوف والتركيز على هبوط الطائرة. واستطاع أن يتخلص من سيطرة المشاعر عليه، على الرغم من معرفته بضآلة فرص النجاة.
في أغلب الأيام، لن يكون عليك أن تمر بما يوازي ذلك الموقف صعوبةً، لكن – كعامة الناس – ستمر بلحظات تسيطر فيها مشاعرك على مجريات أمورك.
ولكي تحافظ على التزامن، اصرف انتباهك بعيداً عن مشاعرك، ووجهه على المهمة القائمة.