قد لا يرضي الإنسان حشريته إذا علم أن اللحوم التي يتناولها تخضع، حين تصنيفها، إلى أهواء ذاتية.
إذ أن مفتشي الحكومة (وهم فقط يحق لهم أختيار التصنيفات) يقررون نخبة اللحوم وهي لا تزال في المسلخ، أي قبل ذبح البقر. ويعتمد هؤلاء المفتشون في عملية اتخاذ القرار على عوامل عدة، منها زرن قطعة اللحم وتداخل الدهن والهبر فيها، وكلما كان لون اللحم لماعاً وكلما كانت بقع الدهن الصغيرة اقل، کلما نال اللحم درجة أعلى، ويضع المفتش ختم "النخبة الأولى" على الصنف الذي يراه أجود من غيره من اللحوم، ثم يلي ذلك ختم "الخيرة"، ثم "الجيد"، ثم "غير المصنف"، ولا يوجد مقياس معين للتصنيف، إذ أن الاختيار قد لا يختلف بين مفتش ومفتش فقط بل بين يوم وأخر، بحسب مزاج المفتشين. فإذا سبق لأحدهم أن شعر بالتخمة من أكل اللحم في نهار معين فإنه في اليوم التالي ينعكس ذلك مباشرة في تصنيف اللحوم.