يتعلق بهذا
كيف يصمت كاتم الصوت طلقة الرصاص؟
عندما تشاهد على شاشة التلفزيون المجرم وهو يتسلل من خلف ضحيته، ويسحب مسدسه الكاتم للصوت، وينال من الضحية ببضع طلقات رصاص لا تثير أية جلبة، فإن ما تراه أمامك هو محض خيال. أولاً، لأنه ليس هناك من كاتم للصوت يلغي جلبة الطلقة النارية تماماً؛ وفي أحسن الأحوال، فإن الصامت يقمع جزئياً صوت الانفجار الناتج عن اختراق الغازات بداخل الرصاصة.
ولهذا، يطلق في أوروبا على كاتم الصوت أسم (معدل الصوت). وثانياً، فإن مثل هذا الكاتم للصوت لا يعمل في المسدسات غير الأوتوماتيكية أو المسدسات الطاحونية التي تسرب الصوت من جوانبها عند إطلاق الرصاصة.
والجدير بالذكر، أنه عند بداية هذا القرن، عندما أصبح إطلاق الرصاص رياضة شعبية، أنزعج عالم البيئة، حيرام برسي ماكسيم، من الضجيج لدرجة إنه طور اختراع كاتم الصوت الخاص بالمسدسات، وذلك الخاص أيضا بالسيارات، أو ما يعرف به «الايشاهان).
وفي العالم 1934، تعاملت الولايات المتحدة مع كاتم الصوته على أنه سلاح بحد ذاته؛ لذا أصدرت قانون خاص بالخزينة الأميركية يحد من بيع وكواتم الصوت، ويفرض ضريبة عالية عليها. واليوم، فإن كل ولاية من الولايات المتحدة تتعامل مع هذا الأمر وفق قوانينها الخاصة؛ ولذلك تجد إن كواتم الصوت محرمة قانونياً في نيويورك مثلاً، ومسموحة في كونيكتيكت وماساتشوستس.
ويعمل كاتم الصوت الخاص بالمسدسات وفق المبدأ نفسه الخاص بالسيارات. إذ عند إضافته إلى نهاية بوز المسدس، يعمل هذا الكاتم على امتصاص الحرارة والضغط الناتجين عن الانفجار. وفي الواقع، فإن العروق اللولبية المعدنية أو البرونزية بداخل انبوبة الكاتم تلتقط الغازات التي تنطلق خلف الرصاصة، وبالتالي، فإنه عندما تدور هذه الغازات وسط ذلك الأنبوب اللولبي من الداخل، يكبح جماحها، وتبرد نوعاً ما، وتخرج من الكاتم بسرعة بطيئة مما يؤدي بدوره إلى كتم الانفجار وتعديل صوته.
وتختلف أحجام كواتم الصوت مع اختلافه موديلات المسدسات، إلا أنها أضخم حجماً من تلك التي نشاهدها على شاشة التلفزيون. إذ يصل قطرها إلى حدود 2-3 أنشات، و9-15 أنشاً، طولها، بالنسبة للمسدسات من عيار 38 ,0 أو 0.357 فيما يكون قطرها إنشاً واحداً وطولها 6-8 إنشات بالنسبة للمسدسات من عيار 0.22.
وأخيراً، فلا يكون من الصعب الحصول على كاتم للصوت، إلا أن ذلك لا يحول دون ارتكاب جريمة من دونه جلبة. فهناك وسيلة فعالة ورخيصة لذلك، وهي بوضع وسادة فوق المسدس لحظة إطلاق الرصاص، بكل بساطة.