كيف تُحصي النجوم في الكون؟
يعلم علماء الفلك عدد النجوم المنتشرة في هذا الكون نتيجة لمعرفتهم الأكيدة لحجمه. وهم يعملون مدى حجمه لأنهم يظنون أنهم اكتشفوا عمره، رغم الاختلاف في وجهات النظر حول هذه النقطة الأخيرة. وتعتمد التقدير أن لعمر الكون بدورها على التقديرات حول سرعة ومسافة أبعد النجوم التي أمكن للعلماء رصدها.
وفي الواقع فإن الجواب على السؤال الأول الذي طرحناه يدل على مدى ارتباط المعرفة الفلكية ببعضها البعض.
ويمكن اعتماد المنطق في الإجابة على النحو التالي: إن أبعد المجرات التي يمكن للتلسكوبات الأرضية التقاط حرارتها تسافر مبتعدة عنا ما يوازي سرعة الضوء، ويظهر ذلك عندما يتكسر ضوء هذه المجرات بداخل آلة قياس الطيف، وهي الآلة التي تقيس طول الموجة الضوئية التي تصل اليها.
والملاحظ هنا وجود "نقلة حمراء" شديدة في الخطوط الطيفية التي تشكلها العناصر المتعددة التي تصنع النجوم. وقد أمكن لهؤلاء العلماء أن يستخلصوا مما سبق أن الكون يتوسع، بل يتفجر أمام أعينا، وتطلعنا كمية النقلة الحمراء التي تصلنا من المجرات البعيدة عن مدى السرعة التي تبتعد فيها عنا، وعن مدی بعدها عنا. والواقع أنه لو علمنا مدي بعد أجزاء هذا الكون من بعضها، ولو علمنا باتجاهها، وبسرعتها لأمكننا عندما تطبيق قوانين الحركة الفيزيائية وتحديد الزمان الذي انفجرت فيه هذه المجرات حتى تبتعد عن بعضها بالسرعة الحالية.
وتفيد آخر التقديرات المقبولة علمياً عن بداية الكون، أو عن حصول الانفجار الكبير الذي خرج منه الكون، إن عمره يتراوح بين 10 و20 بليون سنة، والسؤال الذي يطرح هنا هو: كم تبلغ سعة الكون الذي تناثرت أجزاؤه من ـ لنقل ـ 20 بليون سنة؟ وكبداية تعترف أنه ما من شيء في هذا الكون ـ حسب علمنا ـ يسافر بسرعة أكبر من سرعة الضوء، ولهذا فإن الطاقة الضوئية الناتجة عن الانفجار الكبير نفسه هي التي تنتشر بسرعة تفوق أي شيء آخر في الكون.
وبما أن الضوء يسافر بسرعة 185 ألف ميل بالثانية، أو ما يعادله سنة ضوئية بالسنة (أي 6 تريليون ميل)، فإن الضوء الناتج عن لحظة الخلق لا بد وأنه توسع على مدى 20 بليون سنة ضوئية في جميع الاتجاهات. وعلى هذا الأساس يمكن القول إن شعاع الطاقة والمادة في الكون يجب أن يبلغ 20 مليون سنة ضوئية، كما أن قطرها يبلغ 40 بليون سنة.
ومن خلال الحكم على المسافات الشاسعة في الفضاء، وجد علماء الفلك أن قطر المجرات التي أمكن لهم رصدها يبلغ معدل 100 ألف سنة ضوئية (أو510، أو 10×10×10×10×10)، وأن المسافة بين النجوم نفسها تصل لـ 5 سنين ضوئية. ومن هنا أستخلص العلماء أن عدد النجوم التي تحويها مجرة من الحجم الوسطي يبلغ نحو 100 بليون نجمة (أو 1110). وتبعد المجرات عن بعضها في جزئنا من الكون نحو مليوني سنة ضوئية.
ويبدو من المنطق الاقتراني أن شكل الكون بيضاوي تقريبا، هذا إذا كان تشكل فعلاً عن طريق انفجار، بحيث توسعت شظاياه وفق تراتيب معينة. ومن هنا يمكن استخلاص أنه في هذا الكون البيضاوي الشكل، والبالغ قطره نحو 40 بليون سنة ضوئية، هناك ما يتسع لنحو 10 بلايين مجرة ( 1010). وبما أن كل مجرة تتسع لنحو 1110 نجمة، فلا بد أن تكون هناك و 2110 نجمة؛ أي ما يعادل نحو ألفي بليون نجمة في هذا الكون.