يتعلق بهذا
كيف تشع اليراعة؟
تعتبر اليراعة (Firefly) من فئة الخنافس الليلية، التي تصدر ومضات من الضوء ذات إيقاع معين كلما أرادت أن تزيد من جاذبيتها الجنسية، أو كلما أحسست بالخطر. ومع أن العلماء لا زالوا يجهلون حتى اليوم حاجة هذا النوع من الحشرات الطائرة إلى إصدار الضوء، إلا أنهم يعلمون مصدره.
ويشتمل ذلك الضوء الأبيض المخضر الذي تصدره اليراعة على نسبة قليلة من الأشعة ما تحت الحمراء أو الضوء ما فوق البنفسجية المسمى بالضوء البارد. ويأتي هذا الضوء من وسط اليراعة عندما تتأكسد بشكل فوري مادة كيماوية تدعي لوسيفرين خلال وجود انزیم از اللوسيفرين.
ويحصل الإشعاع الضوئي عندما يتفاعل الادنوزين الثلاثي الفوسفات مع از اللوسيفرين وايون المغنيزيوم واللوسيفرين ليشكل مرکب (از اللوبيفرين ـ لوسيفريل ـ دينيلات) والبيروفوسفات. ومن ثم يتفاعل هذا المركب مع الأكسجين ليولد طاقة كافية من أجل تحويل المركب من حالة إنارة خفيفة الطاقة إلى حالة إثارة عالية الطاقة. ويتخلى هذا المركب من طاقته الجديدة من خلال إشعاع فوتون من الضوء المرئي، قبل أن يعود إلى حالته الأولي.
ويتمنى تفاعل الضوء هذا بداخل خلايا ضوئية نتزود بالاكسجين عبر القصبة الهوائية ويقوم الجهاز العصبي، بالإضافة إلى الخلايا الضوئية والأعضاء الواقعة عند أقصي القصبة الهوائية، بالسيطرة على نسبة الإشعاع الضوئي.
ويتولى العصب عملية نقل النشاط الهياجي إلى الخلية الضوئية، عبر أعضاء آخر القصبة الهوائية، مما يؤدي فورياً إلى إفراز وسيط کيماوي من قبل العصب من أجل إيقاف الضوء. أما فيما يخص بقية الأنواع من الخنافس، التي قد تطول مدة اشعاعها الضوئي، فأنها على ما يبدو لا تملك تلك الأعضاء الواقعة عند نهاية القصبة الهوائية
وتصدر اليراعة العادية ضوء اخضراً أو أصفراً لماع، إلا أن مثل هذه الحشرات في الباراغوي، والتي يبلغ طولها نحو ثلاثة إنشات، تصدر ضوءاً أحمر في طرفي جسمها وأخضر في مناطق واقعة بين هذين الطرفين. وتعرف هذه الخنافس التي تنقصها الأجنحة بـ "خنافس السكه الحديدية".