قد لا تبدو عملية نزع قشور الفول السوداني عملية صعبة أو مثيرة للاهتمام في أول الأمر، ولكن عندما يتعلق الأمر بتنظيف حوالي مئة ألف باوند من هذه الحبوب بالساعة الواحدة وتحجيمها وتقشيرها وكما يفعل المزارعون في أولاندره کارولينا الشمالية، فإن المهمة من دون شك كبيرة.
وفي أول الأمر تكون حبات الفول السوداني متسخة جداً، ذلك أنها تنمو في باطن الأرض، وعندما تصل إلى العمل تكون ممزوجة بأعواد الخشب، والتراب، والأحجار التي تكون في غالب الأحيان شبيهة بحبات الفول نفسها. وتوضع الحمولة بكاملها بداخل آلة دوارة تخلص حساب الفول مما علق بها، ثم يتجه الناتج نحو سطح مثقب، تعبر حبات الفول فتحاته مخلفة وراءها بقية الشوائب. بعد ذلك تذهب الحمولة باتجاه سطح ثان مثقب بفتحات صغيرة، تعبرها هذه المرة الأترية والحشائش متخلفة وراءها حبات الفول.
أما الخطوة التالية فتكون بإرسال الحمولة نحو مجموعة من الشاشات المسطحة تقسم الحمولة من حبات الفول إلى خمسة قياسات مختلفة. فالشاشة ذات الثقوب الصغيرة تسمح فقط لحبات الفول الصغيرة بعبورها، والحبات الأكبر قليلاً تعبر الفتحات الأكبر قليلاً، وهلمجرا...
وبعد ذلك تتجه الحمولة نحو آلة التحميص، قبل الانتقال إلى آلة الفحص الإلكتروني التي تفرق البات القديمة اللون عن بقية الحمولة. أما الحبات الفاسدة التي فاتت على الآلة فيلتقطها عمال مختصون في المصنع.
وأخيراً، تتجه حبات الفول السوداني الصحيحة باتجاه آلة التقشير، وتتألف هذه الآلة من سلال نصف دائرية ذات فتحات مختلفة الأحجام تناسب الأحجام المتعددة لحبات الفول. ويبلغ قياس الفتحات ما يوازي 64/1 من الإنش، وتصل فتحة حبات الفول السوداني الكبيرة 64/30انشاً. وبداخل هذه السلاله توجد أربع عوارض معدنية مثقلة بمحور دوار، يلف بمعدل 200 دورة بالدقيقة الواحدة.
وتتمركز هذه العوارض، ذات الأطراف الحادة، على مسافة معينة من أطراف السلال، بحيث تتجه حبات الفول إلى داخل السلال بعد تحطيم قشورها وتتولى مراوح شفاطة ضخمة مهمة تفريق القشور عن حبات الفول.
والآن، فيما أزيلت القشور عن حبات الفول، تنتقل هذه الأخيرة مرة أخرى باتجاه سطح مثقب، تعبره الحبات. المنزوعة القشور، وتتخلف الحبات التي مرت عبر العوارض الحديدية من دون أن تتخلص من قشورها.
وتتجه هذه الأعيرة نحو الة صغيرة هذه المرة للتقشير قبل أن تعود وتلتحق بالمجموعة، بعد ذلك تدخل الحمولة آلة الغرض منها التخلص مما تبقى من قشور وشوائب. وتقوم هذه الآلة بدفع حبات الفول في الهواء عالية باتجاه حاوية أخرى، وقد يبدو الأمر مستغرباً في بداية الأمر عندما نلاحظ أن سحبان القول الثقيلة نسبيا تصل إلى أعلى الألة فيها تتخلف عن ذلك الشوائب الأخف وزناً وإلا أن الأمر يبدو منطقياً إذا ما أقتنعنا بأن الحجر يذهب أسرع من الريشة عند قذفه في الهواء بالقوة نفسها، وتتولي عين إضافة الكترونية فحص حبات الفول وإزالة الغير صالح منها، فيما يقوم العمال للمرة الأخيرة بتفحص الحمولة.
وفي النهاية يتم الحصول على خمسة أحجام مختلفة من حبات الفول السوداني، فيها تمضي الأصغر حجماً منها نحو المعصرة لصنع زيت الفول السوداني.
وكم تستغرق هذه العملية الطويلة من الوقت؟ بالكاد نصف ساعة ...