لسبب لا ندريه، وبما هو الحشرية، أو الإعجاب بالنفس، أو غرض آخر، أراد الناس عبر كل العصور رؤية صورتهم وهي تنعكس بطريقة ما، ولذلك فقد أقدم المصريون، حوالي 2500 سنة قبل المسيح، على صناعة المرايا من معدن مصقول جید، هو إما البرونز غالباً، أو الفضة أو الذهب أحياناً، أما المرايا الزجاجية التجارية الأولى، فمنحته في مدينة فينيسيا في العام 1564, وقد تكونت هذه المرأة من الزجاج المنفوخ، ومن ثم المسطح، والمكسو بطبقة من الزئبق والتلك.
وعلى هذا فقد كانت فينيسيا هي المورد الأول للمراية في العالم طوال قرون. ولم يكن إلا حتى العام 1840 حين أقدم عالم كيميائي الماني، أسمه جوستوس لايبيغ، على إكتشاف أسلوب إكساء الزجاج بالفضة، وهو الأسلوب المستعمل حالياً، وبواسطة هذه التقنية يخضع نشادر الفضة لعملية كيماوية عن طريق عامل إختزال، هو إما السكر المنقلب (سكر مستخرج من النشا)، أو مليح روشیلی (مسهل حفيف المكنونة)، أو الفورمالديهايد (وهو غاز عديم اللون). وبالنتيجة فإن طبقة من الفضة المعدنية تنتشر بالسماكة نفسها فوق صفحة زجاجية ناعمة.
ومن دون الملاحظ اليوم أن المرايا المسلحة تعكس في الواقع صور متعددة: أي انعكاساً خفيفاً من الأمام وانعكاساً قوياً من الخلف. وفي الحقيقة، فإن هذا التشويش الذي تسببه الكميات الضئيلة من الضوء التي تخترق الزجاج، يصبح ذي أهمية كبيرة عندما يكون استعمال المرايا لأغراض علمية دقيقة.
ولهذا نجد أن المرايا بداخل عدسات المناظير المقربة للبعد مثلاً تكون مكسوة بالمعدن من الأمام كلا من الخلف. وكذلك فقد تم الاستعاضة عن الفضة بالالومینیوم أو الكروم.
كما تتم عملية الكساء بأسلوب الالتصاق الفراغي، وهو الأسلوب الذي يتطلب تسخين المعدن في غرفة مفرغة من الضغط.
وبذلك تترسب الأبخرة الناتجة عن عملية التسخين على شكل طبقة رقيقة، تبلغ سماكتها حدود الواحد على مليون من الإنش، فوق سطح زجاجي مقعر أو دائري.