حالما تحمل صعوبات التحميل الضخمة المليئة بعرانيس الذرة الطازجة إلى المعمل، يلقي بهذه العرانیس فوق حزام كهربائي ناقل حملها إلى آلة التقشير، وتقوم الدواليب الدوارة ذات الأسطح المحززة في هذه الآلة بنزع القشور والسيقان عن العرانيس، قبل أن يتم إرسالها إلى عملية الفحص.

وخلال هذه العملية تفصل أكواز الذرة غير الناضجة أو المصابة بمرض ما عن الصحيحة منها بواسطة اليد فيما نستثنی كذلك الأكواز الجيدة لبيعها مجدداً. أما الأكواز الباقية فتنقل بواسطة حزام كهربائي ثان إلى الأت التقطيع. ويقف على جانبي الحزام موظفون يقتصر عملهم على ترتيب العرانيس کي تدخل الآلة من أرومتها، وتختلف الآلات، فمنها ما يكون لها شفرات دوارة تنزع حبات الدرة عن العرانيس، واخريات بشفرات ثابتة تدفع من بينها العرانيس دفعة. وبالنسبة للعرانيس الصغيرة الحجم، فإنها تدخل من بين الشفرات بعد تعديل فتحتها أوتوماتيكياً، فيما يشبه فتحة عدسة الكاميرا.

ولقد كان هذا النظام التلقائي غير معروف في الألات القديمة، والتي كانت شفراتها تفتح فتحة صغيرة بواسطة التربرلك، ثم تترك للعرانيس الكبيرة الحجم مهمة توسيع هذه الفتحة أثناء دفعها بداخلها. أما في الآلات الحديثة التقنية، فتمر العرانيس بداخل دواليب دوارة أولاً، تكون متصلة بالشفرات، وتحدد فتحتها بحبه حجم العرنوس.

وتتم عملية نزع الدرة عن الأكواز بالسرعة التي يتمكن فيها الموظفون من ترتيب اتجاه العرانيس قبل دخول الآلة. ويتم ذلك بحدود المئة عرنوس في الدقيقة الواحدة، فيها تصل طاقة الألة لاستيعاب العرانيس إلى حدود ال 120 أو 140 عرنوساً بالدقيقة.

أما الطريقة التي تختتم فيها عملية تعليب الذرة فهي مثيرة للدهشة. إذ تعبأ الذرة بداخل الصفائح المعدنية وتغلق قبل طبخها، وتتجه الصفائح بعد احتكامها باتجاه فرن في ضغط بخاري هائل حيث تمكنه بعض الوقت بإنتظار أن تنضج محتوياتها، ويكون بداخل بعض هذه الأفران ذراع دوارة ضخمة تقلب الصفائح باستمرار حتى تتساوى الحرارة بداخلها.

وأخيراً تنتقل الصفائح بواسطة حزام ناقل باتجاه آلة التعبئة والتي تخزنها داخل علبة كرتونية ضخمة بانتظار تسليمها إلى الموزع. وقد تلتصق الماركة على ظهر العلبة في هذه العملية الأخيرة، أو لدي الموزع.