عندما تسافر السفينة الهوائية (هوفرکرافت) فوق سطح الماء، فإنها في الواقع تطفو على الهواء، وذلك أن وسادة هوائية عالية الضغط تغلف بطن السفينة، وتؤمن ارتفاعها فوق سطح الماء، والانطلاق بسرعة رهيبة مهما كانت ضخامتها.

وقد طورت مثل هذه السفن ذات الوسادة الهوائية (AVC) في العام 1959، وتنوعت بحيث أن بعضها برمائي، أي قادر على التنقل فوق الماء وفوق اليابسة.

ويقع مباشرة تحت السفينة فراغ ضخم، أو بالأحرى "غرفة هيولية"، يدفع بداخلها الهواء عن طريق مراوح ضخمة. ويأخذ الهواء المتدفق في بعض هذه السفن شكلاً حلقياً، أي بمعنى أن المتركزات الكبرى للهواء تكون عند أطراف الوسادة، لكي نحميها من الإحاطة بضغط منخفض للهواء.

وتقوم فتحات الهواء بالوسادة بدفعه إلى داخلها دفعاً مما يزيد من فعاليتها، فيما لو كان اتجاه الهواه عمودياً، ولمزيد من الحماية، فإن الوسادة، التي یزید ضغط الهواء فيها عن ضغط الجو، تكون مدعومة بقميص متمدد من النايلون القاسي المقوى بالمطاط الصناعي والنيوبرين).

ويسمح هذا القميص للسفينة الهوائية بالارتفاع أعلى في الهواء من دون فقدان للطاقة، كما يسمح لها بالسفر فرق المياه العالية الأمواج من دون خسارة كمية تذكر من الهواء. وتتميز السفن الضخمة من هذا النوع بالقمصان المطاطية عند مقدمتها ومؤخرتها، إضافة إلى أطراف جانبية قاسية وغير قابلة للثقب تمتد حتى تلامس الماء عند كلا الطرفين.

ويساعد ذلك في مزيد من تجنب فقدان الهواء، إلا أن مثل هذه الأطراف القاسية لا تنفع إلا للسفر بسرعة منخفضة وفي المياه العميقة.

  1. ترسو السفينة الهوائية فوق وسادة هوائية مباشرة تحت جسمها. ويؤمن الهواء المدفوع دخل غرفة هيولية الارتفاع عن سطح الماء.
  2.  ويدخل الهواء الوسادة عبر فتحات في محيط الوسادة، بطريقة تبقي على الضغط الهوائي عالياً، أعلى منه في الطبقة الهوائية الخارجية.
  3.  ويزيد القميص المطاطي المرن المحيط بالوسادة من فعالية السفينة وتسهيل سفرها في المياه الصعبة.
  4. وتنغمر جوانب السفينة الهوائية جزئياً بالماء مما يجعل خروج الماء ممكناً فقط عند مقدمة السفينة ومؤخرها. وبمعنى آخر، فإن ثبات السفينة فوق الماء يكون على حساب سرعتها.

وتتمتع السفينة الهواء بنظام مندمج للنفخ والاندفاع، مما يعني أن المحرك نفسه الذي يدفع بالهواء داخل الوسادة، يشغل مراوح الاندفاع. وتستعمل السفينة الهوائية ذات الجوانب الضخمة محركات الديزل لتأمين الاندفاع، فيما تستخدم أنواع أخرى من السفن الهوائية الأصغر حجماً محركات توربينية تعمل على الغاز الخفيف الوزن.

ويتسرب الهواء إلى داخل الوسادة عبر أنبوب ضخم في أعلى السفينة، أي بعيداً عن رزاز الماء، ومن هنا يتجه نمو مروحية ضخمة ـ وأكثر يبلغ حجم قطرها نحو عشرة أقدام. وتضخ هذه المراوح ذات المحاور العامودية الهواء داخل الغرفة الهيولية، مما يعرض عن الهواء المفقود باستمرار.

أما عملية الدفع لتتم عبر مراوح مائية أو هوائية، فيما تحصل عملية توجيه السفينة وإداراتها بواسطة ديناميكية الهواء وأي أن الزعانف والدفة هي التي توجه الهواء في الاتجاه المطلوب. أما عند السرعات المنخفضة، فإن نبضات الدفع التي توجه السفينة الهوائية تتم بواسطة المراوح الجوانبية، وأي تغيير في زاوية الدفع قد يؤدي إلى تحطيم شفرات المراوح.

واليوم، تصنع شركة بل تیكسترون للملاحة الهوائية والفضائية ثلاثة أنواع أساسية من السفن الهوائية. وقد وقعت الشركة عقدة في أيلول سبتمبر 1979 مع البحرية الأميركية لبناء وتسليم 28 سفينة برمائية من طراز LACV-30وقد صممت هذه السفن خصيصاً لنقل شحنات ومعدات من السفن القريبة من الساحل إلى الشواطىء والمناطق البرية القريبة نسبياً.

ويبلغ مدی وزن مثل هذه السفن نحو 23 طناً وهي فارغة، وحوالي 62 طن وهي محملة، کما أنه يمكن حملها بداخل السفن الناقلة. ويصل مدى سرعة هذه السفن نسبياً حوالي 50 ميلاً بالساعة في البحر، ونحو 25 میلاً بالساعة على الأرض.

وتعمل هذه الشركة أيضاً على بناء سفن برمائية أضخم تجارياً، تكون مخصصة لنقل الدبابات الثقيلة باتجاه الشاطيء. أما للوسائل التجارية، فإن الشركة تصنع سفن (SES)، التي تنفع للسفر فوق المياه فقط لا في البر، والغرض منها السياحة أو نقل البضائع بسرعة 46 ميلاً بالساعة في المياه الحادثة، و37 ميلاً في المياه العميقة.