هناك احتمال في أن تكون فئة معينة من الحيوانات الثديية الصغيرة جداً أو الحشرات مهددة بالانقراض، حتى ولو كانت بضعة ملايين منها لا تزال تعيش في منطقة معينة. وفي الوقت نفسه، قد لا تدفع فئة أخرى من الحيوانات تعيش بأعداد اقل جداً في مناطق متعددة إلى مثل هذا النوع من القلق.
وعلى هذا الأساس، فإن تحديد ما إذا كانت فئة معينة من الحيوانات مهددة بالانقراض هو مسألة معقدة، ليس لها خصائص ثابتة يتم تطبيقها في كل مرة. ومثلما تتنوع فئات الحيوانات والنبات، كذلك تتنوع المتغيرات التي تدخل في عملية تحديد وضعها.
فعلى صعيد الحيوانات الصغيرة مثلاً، فإن المسكن أهمية خاصة، فلو حصل وتعرضت منطقة سكن هذه الحيوانات للتدمير عن طريق التلوث، فإن كل فئة هذه الحيوانات تلقي المصير نفسه.
وهناك حالة مماثلة طالت فئة طيور النمنمة (طيور صغيرة جداً) التي تستوطن جزيرة سانت كليمنت على القرب من كاليفورنيا. فقبل الحرب العالمية الثانية بفترة بسيطة، جلب المزارعون وأصحاب المزارع مجموعات من الخنازير والخراف لتربيتها على الجزيرة، التي تبلغ مساحتها 13 ميلاً طولاً و1ـ 3 أميال عرضاً.
وخلال الحرب استعملت البحرية الأميركية الجزيرة كهدف لتمارينها العسكرية، مما أدى إلى تدمير بعض المزارع. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الخنازير والخراف التي جلبها المزارعون تكاثرت خلال المدة بشكل سريع، مما أدى التهامها الجزء الأكبر من المزروعات، وبحلول العام 1955، أصبحتة طيور النمنمة وفئات أخرى من الحيوانات بحاجة ملحة للمأوى.
فبذهاب المزروعات التي كانت تؤمن لهذه الطيور الملجأ والسكن أصبحت هذه الأخيرة مهددة، ومن ثم منقرضة، حيت أن أحداً لم يعد يرى لها أثر منذ العام 1960. ولا تزال حتى اليوم فئات معينة من النبات مهددة بالانقراض.
والعامل الأخير الذي يحدد إمكانية إحدى فئات الحيوانات على الانقراض هو التكاثر. والأسئلة التي تطرح في هذا المجال على بساط البحث هي: ما هو مدى السرعة التي تتكاثر بها هذه الحيوانات؟ وما هي تنمية المواليد التي تطل على قيد الحياة؟ وكم وليد تنجب من الحيوانات عند كل مرة؟ وغيرها من الأسئلة ...
ويحدد معدل حياة إحدي فئات الحيوان بالإضافة إلى سرعة تكاثره طول الفترة التي على السلطات المختصة إنتظارها قبل الإعلان عن انقراض له الفئة.
ومع أن فترة الانتظار هذه قد لا تتعدى السنة إذا ما كانت الفئة قيد الدرس هي، لنقل، ذبابة الفاكهة، وقد تصل إلى حدود 50 ـ 60 سنة إذا ما كانت الفئة المدروسة هي طائر الكوندور (النسر الأميركي)، الذي يصل معدل حياته إلى 30 سنة.
وفي الولايات المتحدة يتولي مدير دائرة الأعمال والحياة البرية في وزارة الداخلية مهمة تحديد فئات الحيوان المهددة بالانقراض، وذلك بالارتكاز على المعلومات الحديثة العلمية والتجارية، وتصدر هذه المعلومات عن علماء البيولوجيا المختصين، أو علماء النبات، أو علماء الطبيعة، العاملين في هذا المجال، والذين يقومون بتسليم إكتشافاتهم إلى الدائرة في واشنطن.
ووفق قانون فئات الحيوان المهددة بالانقراض، الصادر في العام 1973، يمكن وضع أية فئة على لائحة الحيوانات المهددة إذا كانت تستوفي الشروط الأتية:
- التهديد الحاضر بتدمير أو تغيير منطقة سكن هذه الفئة؛
- استعمال الوسائل التجارية، أو الرياضية، أو العلمية، أو البحثية بحيث تؤثر سلباً على هذه الفئة
- الموت أو الافترأس؟
- غياب الميكانيكية المنظمة التي تمنع أنقراض فئة حيوانية أو تضاؤل مساحة سكنها؛
- وجود عوامل طبيعية أو مفتعلة من قبل الإنسان تؤثر على استمرار وجود هذه الفئة.
وإذا ما تبين من خلال هذه الشروط أو فئة معينة من الحيوان مهددة بالانقراض، فإن مدير هذه الدائرة يسرع إلى تحديد "منطقة الخطر"، وهي المنطقة التي تقطنها هذه الفئة، والتي تشتمل على النواحي البيولوجية والفيزيائية الضرورية للحفاظ عليها، والتي قد تستلزم برامج خاصة للتعامل معها.
وقد تتوسع "منطقة الخطر"، لتشمل حتى المساحة خارج هذه المنطقة، والتي قد يراها المدير على أنها ضرورية لحماية هذه الفئة.
ويركز المدير بشكل رئيسي على بعض المبادىء الأساسية لوجود هذه الفئة، مثل كمية الغذاء، ومناطق بناء الأعشاش، والموارد المائية والنباتات اللازمة، وأنواع التربة، والتي توفر بقاء هذه الفئة من الحيوانات إلى أن تشطب من على لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض.