كيف تبقى عجلات السيارة ثابتة على طريق لزج ومنزلق؟

لو أن الطرقات كانت ناشفة دائماً لأصبحت صناعية الإطارات من أبسط الصناعات: إز أن الإطارات عندها تكون كلها ناعمة الملمس وخالية من الاخاديد، مثلها مثل الإطارات التي تستعمل لسيارات السباق.

فمن المعلوم أنه كلما ازدادت المساحة الملتصقة من الإطار بالأرض، كلما ارتفعت السرعة، ونظراً لمناخ الأرض المتقلب، فإن مشاكل عدة تواجه الإطارات الناعمة الملمس (وبالأخص العريضة منها).

منها أن مثل هذه الإطارات تعوم على الطريق المبلل بالماء حالما تصل إلى سرعة معينة، وحتى لو انخفضت السرعة إلى حدود 45 أو 50 ميلاً بالساعة مثلاً فإن السيارة قد تتحول إلى ما يشبه السفينة المائية المملوءة بالهواء عند هذه السرعة.

ولما أنه من غير المعقول أن يغير الواحد منا كل صباح إطارات سيارته بحسب تقارير الطقس التي غالباً ما تخطأ، فإن شركات صناعة الإطارات تصنع ما يمكن أن يناسب مختلف حالات الطقس، وتجعل مصانع الإطارات من منتجاتها ما يلبي رغبات السوق، أي النعومة والسرعة، إلا أنها تضمن كذلك الأمر الجودة والدوام.

وفيما يؤمن السطح الخارجي للإطار وظيفة الانسياب على الطريق تتولى الأثلام والاخاديد والشقوق المرسومة على هذا السطح مسألة قذف الماء خارج منطقة الملامسة بين الإطار والطريق أثناء دورانه.

وبينها كانت سبعة وخمسة أثلام عريضة وجالسة تنجز هذه المهمة في الإطارات القديمة الصنع، فإن إطارات اليوم تشتمل على أخاديد معوجة تقذف الماء من الجهتين. وكذلك فإن هذه الشقوق والأثلام في صناعة اليوم تغوص بعمق أكبر في الإطار. ويبلغ العمق الإعتيادي حوالي 4/3 إنشاً بينما العمق المسموح به قانونياً لا يجب أن يقل عن 16/1 انشاً للدواليب المستعملة.

ويعتبر من الضروري أن تظل هذه الأثلام والاخاديد أثناء القيادة في جو مطر خالية من الماء. أما الوسيلة لتحقيق ذلك فتختلف من نوع الإطارات إلى آخر. فهناك مثلاً الإطارات ذات الخطوط المنحرفة، والمؤلفة من الحديد متداخلة، والتي تشتمل على زنارين دائريين أو أكثر من الزجاج المليف (الفايبرغلاس) أو الأسلاك المعدنية.

وتعتبر هذه الأحزمة المضافة إلى الجزء الداخلي من الدولاب، تطويراً مهماً في الإطار ذي الخطوط المنحرفة. ولربما يكون الإطار الأفضل ـ من ناحية السرعة والضيان ـ الإطار النصف قطري.

وهذا الإطار يحوي اوتاداً متصلة بطرفيه، وتشكل زاوية 90 درجة مع وجهة دوران الدولاب، ويحوط وتدان إلى أربعة أوتاد، مصنوعة من البوليستر، أو المعدن، أو الفايبرغلاس أو الآراميد (وهو أخف من المعدن ولو أنه أكثر كلفة) بكل إطار، فتؤمن توازنه، وتحافظ على أخاديده مفرغة من الماء.